مضمون المقاربة النصية

قسم: معلومات عامة مضمون المقاربة النصية » بواسطة عبد الرحمن - 1 يناير 2022

  تجسيدا للمقاربة النصية التي تُعدّ اختيارا بيداغوجيا يقتضي الربط بين التلقي والإنتاج، وبالتالي النظر إلى اللغة باعتبارها نظاما ينبغي إدراكه في شموليته، تنفذ النشاطات الأساسية في اللغة العربية وفق منظور تكاملي، يعتمد على استثمار الموارد اللغوية المختلفة في كل منها، قصد إدماج المتعلم لها واستغلالها في إنتاجاته. ومن هذا المنطلق، يدلي المنهاج بمجموعة من التوصيات المتصلة بتنفيذ النشاطات الأساسية في اللغة العربية.  تتخذ المقاربة النص محورا أساسيا ، تدور حوله جميع فروع اللغة ، فهو المنطلق في تدريسها ، والأساس في تحقيق كفاءاتها ،

 انه يمثل البنية الكبرى التي تظهر فيها كل المستويات اللغوية ، الصوتية ، الدلالية ، النحوية ، والصرفية ، و الأسلوبية ،    وبهذا يصبح النص محور العملية التعلمية ، من خلاله تنمى كفاءات ميادين اللغة الأربعة ، الاستماع ، التحدث ، القراءة ، الكتابة .

  وعلى هذا الأساس يتضح مفهوم المقاربة النصية المركب من لفظتين : مقاربة زائدا نص . ونعني بالمقاربة مجموع التصورات والمبادئ والاستراتيجيات التي يتم من خلالها تصور منهجية تقرب بين جوانب عدة في موضوع منوع تجمعه روابط لغوية ، ومؤشرات مقامية محددة .

والمقاربة النصية اختيار منهجي ، نعني بها طريقة تناول النصوص بأسلوب متكامل ، لمستويات النص اللغوية منها : المستوى الدلالي : ويتعلق بالمعجم اللغوي ، والدلالات الفكرية ، والأسلوبية وأنواع الخطاب وأنماطه    ومؤشراته  مثل ( الحكم – التقييم – الإثبات – الإقناع – التصور – الموازنة – المقارنة ) . ـ المستوى النحوي ( التركيبي ) : ويقصد به الجانب التركيبي لوحدات الجملة التي تشكل تجانسا سقيا ، اعتدنا  على تسميته ( الوظائف النحوية ) ولقد استوفت الدراسات اللغوية العربية الجملة حقها من هذه الناحية وتمكنت من خلال النحو ضبط قواعد ، ومعايير غاية في الدقة ، تفصل الأدوار الوظيفية للكلمات فيها .     ـ مستوى النص : وفيه نقف على مفهوم نحو النص ،فهو يمثل القواعد التي تتحكم في بناء النص ، ونظام الخطاب  وكيفية سير النصوص حسب الوضعيات المختلفة ، إذ يعتبر النص مجموعة جمل مركبة مترابطة تحقق قصدا تبليغيا  وتحمل رسالة هادفة .

إن نحو النص هو وسيلة لفهم النص ، وإدراك تماسكه ، وتسلسل أفكاره وأساليب التعبير والتواصل فيه.

والمقصود بنحو النص تلك القواعد اللغوية التي لا تقصد لذاتها ، بل يُدرك بها نظام اللغة ، والدور الذي تؤديه قوانينه في مختلف أنماط النصوص . نحو النص هو وسيلة لفهم النص ، وإدراك تماسكه ، وتسلسل أفكاره وأساليب التعبير والتواصل فيه.

والمقصود بنحو النص تلك القواعد اللغوية التي لا تقصد لذاتها ، بل يُدرك بها نظام اللغة ، والدور الذي تؤديه قوانينه في مختلف أنماط النصوص

   

أهمية المقاربة النصية في تحقيق أهداف المقطع التعلمي

   ـ    تساعد المتعلم على الإسهام في بناء تعلمانه بنفسه ، انطلاقا من عمليتي الملاحظة والاستكشاف .

  تمكنه من دراسة النص دراسة شاملة في مجالات عدة ( المعجمية، التركيبية ، الدلالية ، التذوق )

 ـ يتفتح على مبادئ النقد وإبداء الرأي ، ويربى على استخدام العقل في تقدير الأمور ، والحكم على الأشياء .

 ـ تنمي لديه الميل إلى التعبير و التواصل الشفهي و الكتابي ، فيتمكن من الإفصاح عن أفكاره ومشاعره ،  ويتفاعل مع الآخرين

بصورة ايجابية .

       ـ تجعل المتعلم يتولى بنفسه عملية التعلم ، يشارك في تكوين نفسه ، يحاور ويناقش ، يطلب الكلمة ويصغي إلى

           غيره ، يتنافس في بذل الجهد ويتعاون مع أقرانه في مجموعات ..                                        

        ـ تثري رصيده المعرفي ، وتعزز خبرته السابقة بإضافة تعلمات جديدة توسع لديه دائرة معارفه .

        ـ تنبهه إلى أن اللغة وحدة متكاملة مترابطة في فروعها و أنشطتها

         ـ تعزز ثقة المتعلم بنفسه .

ــــــ خطوات المقاربة النصية في تناول أنشطة المقطع التعلمي

أ ــــ مرحلة الملاحظة :

            يتعرف على النص انطلاقا من القراءة النموذجية والقراءات الفردية تصور عام لمفهوم النص( وضعية الانطلاق )

  ب ــــ مرحلة بناء التعلم :

       يكتشف مفاهيم النص ، ومفرداته وتراكيبه ومعطيات مختلفة (أفكار ، معلومات عن النمط  ، خطاطات ) ، يذلل   

       الصعوبات اللغوية في الجمل والعبارات بالرجوع إلى قواعد الإعراب والقوالب الصرفية بغرض خدمة الفهم ( وليس  

        قواعد النحو والصرف كهدف ) .

 

  ج ــــ مرحلة تعميم الاستعمال:

           يرقي أداءه ، ويستثمر المقروء في بعض جوانبه ( دلالة الأفعال ، وظائف الجمل الفعلية ، وظائف الجمل الاسمية ،  

           استعمال الروابط ، القرائن الخطية ، مؤشرات النمط ..)

علاقة المقاربة النصية  بالأنشطة اللغوية 

        يعتبر النص محور جميع عمليات التعلم في أنشطة اللغة العربية ، فهو المنطلق في تدريس أنشطة النحو والصرف  

        والإملاء والمعلومات الأدبية ، ومجال لمحاكاة التعابير اللغوية وعبارات التذوق الأدبي وغيرها .

        غير أن النص لا يفي بجميع متطلبات التعلم ، فالظواهر اللغوية النحوية والصرفية مثلا تقدم من خلال نصوص  

        متنوعة موظفة في سياقها اللغوي ، لكن هذه الطريقة لا تكون كافية ، إذ نادرا ما يتهيأ للنص الواحد أن يستوعب  

        جميع قواعد الموضوع النحوي أو الصرفي ولتجاوز هذه  المشكلة نقترح على المعلم اللجوء إلى :

           ـ تكييف بعض الجمل لتناسب الظواهر اللغوية المقصودة .

           ـ إضافة بعض الأمثلة للإحاطة بجميع أحكام الموضوع وقواعده .

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا