تعريف الإحساس فى علم النفس

قسم: علم النفس والأجتماع تعريف الإحساس فى علم النفس » بواسطة محمود الاسوانى - 16 مارس 2022

أولاً: الإحساس:

كل المعلومات التي تأتي إلينا عن طريق أعضاء الحس والجهاز العصبي المركزي والتي ندرك بها الأشياء ونميزها، فمثلاً تنقل أعضاء الحس المؤثرات الخارجية إلي الدماغ بواسطة الأعصاب الحسية والتي تميز بها الأشخاص والروائح والطعم والأصوات وكلها تأتي عن طريق الأعصاب الحسية إلي الدماغ والتي بها نميز الأشياء.

ويمكن تعريف الإحساس بأنه: التغيرات الأولية التي تحدث في الجهاز العصبي المركزي نتيجة تنبيه الأعصاب الحسية الناقلة لهذه التبيهات.

كيف يتم الإحساس:

تصلنا المعلومات عن الأشياء عن طريق أعصاب الحس إلي الدماغ، أي المثير الحسي والذي هو عبارة عن طاقة معينة سواء كانت ميكانيكية أو كيميائية أو حرارية أو كهرومغناطيسية تؤدي إلي تنشيط وتنبيه المستقبلات الحسية الموجودة في الجلد أو العضلات أو الأوتار أو في أعضاء الحس الخاصة كالعين واللسان والأذن.

تقوم الأعصاب الحسية بإرسال المعلومات بالمثير الحسي إلي الدماغ في صورة تيارات أونبضات عصبية إلي مناطق الإحساس بالدماغ، ويقوم الدماغ بإدراكها وتمييزها وأعطاءها معنى محدداً مهما كان كم المثيرات الحسية وتدخلها.

أنواع الإحساسات

يمكن تقسيم الإحساسات إلي مجموعتين:

أولاً: الإحساسات التي تستدعيها أعضاء الحس الموزعة علي سطح الجسم أو قريباً منه، وتعكس خصائص الاشياء الواقعة خارجاً وتتضمن هذه المجموعة الإحساسات التالي:

  1. الإحساسات البصرية: توفر حاسة الإبصار استقبال ومعالجة المثيرات الحاسة الصادرة من مواضع بعيدة، والعين هي عضو البصر والضوء هو مثير عضو البصر، أي تلك الموجات الكهرومغناطيسية التي يتراوح طولها من 390 إلي 800 مليميكرون أي بين البنفسجي والأحمر، وبينهما تختلف الموجات وتظهر للعين كالبرتقالي والأحمر والأخضر والأزرق وكذلك ما بينهم من تحول في الألوان. فحقيقة الإحساسات البصرية أنها أحساسات للألوان، مما يكون بلا لون هو الأشياء الشفافة أي غير المرئية.
  2. الإحساسات السمعية: الأذن هي عضو السمع والموجات الصوتية هي مثير عضو السمع أي ذبذبات الهواء بتردد يتراوح من 19 إلي 20.00 ذبذبة في الثانية الواحدة. وتنقسم الإحساسات السمعية إلي مجموعتين هما:
    1. احساسات الأصوات الموسيقية (أصوات الغناء، الآلات الموسيقية، الرنين).
    2. إحساسات الضوضاء (خشخشة، تزييق، نقر، قرقعة، صلصلة، …الخ. وتتصف الاحساسات الصوتية بثلاث خصائص: الشدة، والارتفاع، والرنين).
  3. الإحساسات الشمية: تمثل الخلايا الشمية المتموضعة في الجزء العلوي من التجويف الأنفي أعضاء الشم، وتعمل الذرات المعبئة برائحة الأشياء والتي تدخل إلي الأنف مع الهواء كمثير لأعضاء الشم.
  4. الإحساسات الذوقية: تمثل براعم التذوق علي اللسان عضو الإحساسات الذوقية، وتعمل الاجسام المذاقية (في الماء أو اللعاب) كمثيرات لعضو الذق، وللأحساسات الذوقية أربعة خصائص مختلفة هي الحلاوة، والحامضية، الملوحة، والمرارة. وتختلف حساسية اللسان للإحساس بالذوق (فمع أن الجزء الطرفي من اللسان حساس لكل المذاقات، إلا أن جانبيه أكثر حساسية للمواد المالحة والحلوة).
  5. الإحساسات الجلدية: وتتم عنطريق الجلد وكذلك الغشاؤ المخاطي للفم والأنف، يمكن أن تتوافر احساسات ذات أشكال أربعة هي: الإحساس باللمس (نعومة – خشونة)، والاحساس بالبرودة، والاحساس بالحرارة، والاحساس بالألم. فنقاط معينة من الجلد تعطي فقط إحساساً باللمس (نقاط اللمس) ونقاط أخرى تعطي فقط إحساساً بالبرودة (نقاط البرودة)، وثالثة إحساساً بالحرارة (نقاط الحرارة)، ورابعة احساساً بالألم (نقاط الألم). وتختلف حساسية المناطق الجلدية المختلفة ككل من هذه الأشكال الأربعة للإحساس، فمثلاً: الحاسية اللمسية تبدو أكثر في طرف اللسان وفي أطراف الأصابع.

ثانياً: الإحساسات الداخلية: وهي  تلك الناتجة عن استجابة المستقبلات الداخلية لمنبهات صادرة من داخل الجسم وتشمل:

  1. احساسات حشوية: وهي احساسات ناتجة عن استجابة المستقبلات الحشوية من الأعضاء الداخلية مثل إحساسات الجوع والعطش والرغبة في التبول والتبرز.
  2. اٌحساس بالوضع المكاني: وهو إحساس له مستقبلات خاصة به موجودة في العضلات والأوتار والمفاصل والأذن الداخلية

 

العتبات الحسية

هي المستويات التي يمكن عندها الإحساس بالمثير أو المتغيرات التي تحدث في المثير، فمثلاً شعاع من ضوء ما في حجرة مظلمة لابد أن يصل إلي شدة معينة حتى يمكن تمييزه في الظلام.

العتبات المطلقة:

وهي أقل كمية من الطاقة اللازمة لتنبية عضو حسي معين، ولكن هذا المصطلح غير دقيق حيث أنه لا يوجد إتفاق علي شدة واحدة للمثير تحتها لا يمكن الإحساس به وفوقها يمكن الإحساس به دائماً، بمعنى أن العتبة المطلقة تختلف من شخص لآخر، بل تختلف في الشخص الواحد من وقت لآخر طبقاً لحالة الفرد العضوية ودافعه الخاص.

العتبات الفارقة:  

وهي أصغر فرق بين مثيرين يتيح لنا التفرقة بينهما بثقة يسمى “عتبة فارقة” فمثلاً ضوئين كل منهما أحمر اللون واستطعت تمييزها عن بعض، فلابد أن يكون هناك فرق في طول الموجة بينهما وإلا سوف تراهما كضوء واحد فقط، بمعني أن “عتبة الفرق” هي كمية من الطاقة اللازمة لكلي يفرق الفرد بثقة بين مثيرين.

العتبة القصوى:

ويوجد لكل حاسة حد أعلى لا يمكن تجاوزه يسمى “العتبة القصوى” وفي الواقع لم يتوصل العلماء إلى معلومات دقيقة عن تحديد العتبات القصوى أو الحدود العليا للحواس المختلفة لسببين أولهما أن إقترب المثير أو المنبه إلى مستوى العتبة القصوى يجعله مؤلما، وثانيهما أن المثير البالغ الشدة في هذه الحالة قد يؤدي إلى إيذاء عضو الحس أو إصابة أو عطبه، ولذلك فإن البحث في العتبات القصوى يوصلنا إلى تقديرات تقريبية لمثيرات أدنى من حدود الشعور بالألم . مراحل عملية الإحساس :

تسير عملية الإحساس في تتابع منتظم بخطوات متوالية بصرف النظر عن نوع الحاسة. وهذه الخطوات هي التنبيه أو الاستثارة – الاستقبال – تحويل الطاقة – التسجيل، وفيما يلي عرض موجز لكل منها.

(1) التنبيه أو الاستثارة Stimulation:

التنبيه أو الاستثارة هو الخطوة الأولى في عملية الإحساس، وبدونه لا يمكن لهذه العملية أن تتم على الإطلاق. فمن البديهي لكي يبدأ الإحساس أن يوجد مثير أو منبه مناسب للحاسة، وأن يكون هذا المثير أو المنبه على درجة مناسبة من الشدة.

(2) الاستقبال Reception

تقوم الحواس المختلفة باكتشاف المعلومات الحسية المرتبطة بها، ولكل حاسة عضو إكتشاف خاص بها يسمى المستقبل، وهو عبارة عن مجموعة من الخلايا العصيبة تستجيب بطريقة خاصة لنوع معين من الطاقة، فشبكية العين مثلاً هي المسئولة عن اكتشاف واستقبال الضوء في صورة موجات كهرومغناطيسية. ويوجد لجميع الحواس الأخرى أعضاؤها المسئولة عن عملية اكتشاف واستقبال المثيرات هذه .

ومن الجدير بالذكر أن نشير إلى معظم المستقبلات في أعضاء الحس المختلفة تقع في أماكن داخل الجسم لحفظها، ومن ثم يصعب إصابتها أو تلفها، ولاتستنى من ذلك إلا بعض المستقبلات الحسية الجلدية. فشبكية العين التي تحدثها عنها تقع في مؤخرة مقلة العين، ولذلك فهي في حماية مقلة العين ذاتها، وكذلك ما يحيط بها من أنسجة وعظام وشعر.

 

(3) تحويل الطاقة Power Transfer

بعد اكتشاف المثير واستقباله يتم تحويله من نوع من الطاقة إلى آخر، وتلعب خلايا الاستقبال الحسية أيضاً دور لهذا النوع الجديد من الطاقة الذي يتخذ دائماً صورة الإشارات الكهربائية التي هي لغة الجهاز العصبي، ومعنى ذلك أن المثير الحسي سواء كان ميكانيكاً أو كهرومغناطيسياً يحول إلى إشارات كهربائية وكيميائية حتى يمكن للجهاز العصبي (وخاصة المخ) أن يتعامل معها، ويتم انتقال الصورة الجديدة للطاقة إلى المخ خلال العصب الحسي المتخصص، ويوجد لكل حاسة عصبها الحسي، ومن أمثلة ذلك العصب السمعي والعصب البصري وغيرهما.

 

(4) التسجيل Recording

عندما تنتقل الإشارات الكهربائية الكيميائية الدالة على المثير أو المنبه إلى المخ، فإنها تؤدي إلى تنشيط جزء من المخ يتولى تسجيل هذه الإشارات كإحساس، ومن ثم فإن عملية الإحساس لا يمكن لها أن تتم إلا بعد وصول الإشارة إلى المخ، وتختلف الحواس المختلفة في المناطق التي تخصها في المخ والتي يتم تنشيطها واستثارتها عند حدوث عملية الإحساس، وبعد التسجيل يمكن للعمليات المعرفية التالية الأكثر تعقيداً أن تحدث.

 

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا