من هو كارستن نيبور

قسم: معلومات عامة من هو كارستن نيبور » بواسطة عبد الرحمن - 6 يناير 2022

من هو كارستن نيبور

كارستن نيبورCarsten Niebuhr (و. 17 مارس 1733 – ت. 26 أبريل 1815)، هو عالم رياضيات، رسام خرائط، مستكشف ألماني خدم لصالح الدنمارك، واشتهر بمشاركته في البعثة الدنماركية لشبه الجزيرة العربية عام 1761
كان نيبور ابناً لمزارع صغير في لودينگ‌ڤورت التي أصبحت فيما بعد في برمن-فردن. حصل على قدر ضئيل من التعليم، ولسنوات عدة عمل كفلاح. كان مهتماً بالرياضيات، ومع ذلك، فقد خطط للحصول على بعض التدريب في المسح.
عام 1760 اقترح أحد مدربيه أن ينضم نيبور لبعثة علمية أرسلها فردريك الخامس من الدنمارك إلى مصر، شبه الجزيرة العربية، وسوريا. درس نيبور الرياضيات لعام ونصف قبل أن تنطلق البعثة، وقد تمكن من تعلم بعض العربية. أبحرت البعثة في يناير 1761، ورست في الإسكندرية، ثم إعتلت نهر النيل. اتجهت إلى السويس، ومن هناك قام نيبور بزيارة جبل الطور، في أكتوبر 1762 ثم أبحرت البعثة إلى جدة، بعدها سارت براً إلى المخا. هناك، في مايو 1763، توفى فيلسوف البعثة فون هيڤن، وبعد ذلك بفترة قصيرة عالم الطبيعة بالبعثة پيتر فورسكال توفى أيضاً. من تبقى من أعضاء البعثة قاموا بزيارة صنعاء، عاصمة اليمن، لكنهم كانوا يعانون من الطقس فعادوا للمخا. يبدو أن نيبور سعى للحفاظ على حياته، وإسترداد صحته بإرتداؤه زي سكان المنطقة وتناول طعامهم. من المخا استمرت البعثة إلى بومباي، وتوفى رسام البعثة في الطريق وجراحها بعد فترة قصيرة من وصولهما.
أصبح نيبور هو الشخص الوحيد من البعثة الذي لا يزال على قيد الحياة. بقى في بومباي 14 شهر وبعدها عاد للوطن عن طريق مسقط، بوشهر، شيراز، وإصطخر. النسخ المسمارية التي حصل عليها من إصطخر أصبحت نقطة تحول رئيسية في فك رموز الكتابة المسمارية، وميلاد علم الأشوريات. كذلك زار نيبور أطلال بابل (وقام برسم إسكتشات كثيرة)، بغداد، الموصل، وحلب. ويبدو أنه زار أيضاً نقش بهستون حوالي عام 1764. بعد زيارته قبرص قام بجولة في فلسطين، عبر جبال طوروس إلى بورصة، ووصل القسطنطينية في فبراير 1767 وفي النهاية وصل كوپنهاگن في نوفمبر التالي.
مستكشف ورياضياتي وعالم خرائط ألماني عمل في خدمة الدولة الدنماركية، عاش في الفترة ما بين 17 مارس 1733 – 26 إبريل 1815 ولد كارستن نيبور في قرية بشمال غرب ألمانيا في سكسونيا السفلى، عمل فلاحاً في مزرعته أول سنين حياته، ثم أظهر ميلا لدراسة الرياضيات وتلقى بعض الدروس في علم المساحة والخرائط.
اقترح أحد اساتذته ان يشارك نيبور في رحلة علمية أمر بها الملك فردريك الخامس ملك الدينمارك سنة 1760 م، وكان هدف الرحلة كتابة تقرير علمي واجتماعي شامل عن الجزيرة العربية وسوريا ومصر، وافق نيبور على الاقتراح وانخرط في دورة لمدة عام ونصف تقريبا درس بها علم الرياضيات والمساحة والخرائط وبعض الدروس في اللغة العربية بشكل مكثف ليتأهل لموقعه في البعثه كمساح وراسم للخرائط. ومع مطلع العام التالي (كانون الثاني 1761 م) ابحرت الحملة، لتصل إلى الإسكندرية، ثم القاهرة ، ثم جبل سيناء. وفي عام 1762 م غادر نيبور إلى السويس ووصل منها إلى جدة، ومن جدة إلى مكة ثم مخا في اليمن. لقد كتب نيبور عن كل المناطق التي زارها، ورسم خرائطا لها، وتحدث عن السكان والقبائل والمذاهب والأديان، وقد طالت فترة بقائه في اليمن فزار صنعاء وبيت الفقيه وابو عريش وغيرها.

وصفه لشبه الجزيرة

يقول نيبور في وصفه شبه الجزيرة:

«لقد أخطأ جغرافيونا، على ما أعتقد، حين صوروا لنا جزءاً من الجزيرة العربية خاضعا لحكم الفرس، لأن العرب هم الذين يمتلكون -خلافاً لذلك- جميع السواحل البحرية للإمبراطورية الفارسية: من مصب الفرات إلى مصب إلاندوس (في الهند) على وجه التقريب. صحيح أن المستعمرات الواقعة على السواحل الفارسية لا تخص الجزيرة العربية ذاتها، ولكن بالنظر إلى أنها مستقلة عن بلاد الفرس ، ولأن لأهلها لسان العرب وعاداتهم،فقد عنيت بإيراد نبذة موجزة عنهم… يستحيل تحديد الوقت الذي أنشأ فيه العرب هذه المستعمرات على الساحل. وقد جاء في السير القديمة أنهم أنشئوها منذ عصور سلفت. وإذا استعنا باللمحات القليلة التي وردت في التاريخ القديم، أمكن التخمين بأن هذه المستعمرات العربية نشأت في عهد أول ملوك الفرس. فهناك تشابه بين عادات الايشتيوفاجيين القدماء وعادات هؤلاء العرب… وهم يتعشقون الحرية إلى درجة قصوى شأن إخوانهم في البادية. ويكاد يكون لكل بلدة شيخها. وهو لا يتقاضى شيئاً من رعاياه، وإذا كان لا يملك ثروة، توجَّب عليه أن يكسب رزقه بيده، كما يفعل رعاياه، إما بنقل البضائع أو بالصيد. وإذا حدث ولم يرض القوم عن الشيخ الحاكم، خلعوه وانتخبوا من أسرته من يحل محله… أما مساكنهم فمتواضعة إلى درجة أن العدو لا يكترث بهدمها . وهكذا لا يملك هؤلاء القوم شيئا يخسرونه على اليابسة. فتراهم يلجأون إلى متون مراكبهم عند اقتراب العدو، ويختبئون في بعض جزر الخليج حتى ينسحب. وهم على يقين أن الفرس لا يمكن أن يفكروا في الاستقرار على الساحل المجدب، والتعرض لغزوات العرب الذين يرتادون البحار المجاورة… و كان نادر شاه ألافشاري قد رسم خطة في أواخر أيامه تقضي بإلقاء القبض على هؤلاء العرب، ثم نقلهم إلى سواحل بحر قزوين واحلال الفرس محلهم. ولكن مصرعه المفاجئ حال دون تنفيذ هذه الخطة. وحالت الاضطرابات المستمرة في بلاد الفرس منذئذ، دون اعتدائهم على حرية هؤلاء العرب… وطريقة الحكم عندهم ووضعهم السياسي، يبدوان لي شديدي الشبه بما كانت عليه بلاد الإغريق القديمة. والاصطدامات الدامية والثورات الخطيرة، لا تنفك تجري على سواحل الخليج. ولكن العرب لا مؤرخين عندهم يذيعون شهرتهم في ما وراء حدودهم الضيقة.»
تزوج نيبور عام 1773، واحتفظ لسنوات بمنصبه في العسكرية الدنماركية، مما مكنه من المكوث في كوپنهاگن. عام 1776 أُنتخب كعضو أجنبي في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم. عام 1778، قبل منصب في الخدمة المدنية في هولشتاين الدنماركية، وذهب للإقامة في ملدورف (ديتمارش)، حيث توفى عام 1815. كان والد المؤرخ بارتهولد گيورگ نيبور، الذي نشر قصة حياة والده عام 1817.
أصيب اثنان من رفقاء نيبور بالملاريا ولم تكن مرضا معالجاً في تلك الأيام بل ان نيبور نفسه أصيب بمرض خطير ولكنه تحامل على نفسه – بعد أن ترك بقية البعثة في اليمن- وانتقل إلى الهند، وتكيّف نيبور مع مرضه إلى شُفي كما يقول هو بإتباع العادات الغذائية السائدة، مع العلم أن نيبور هو الشخص الوحيد الذي عاد سالماً من افراد البعثة في نهاية المطاف. عاد نيبور من الهند إلى مسقط عاصمة عمان، وتجول بها وكتب عنها، ثم زار إيران ،ومنها انتقل إلى العراق فمكث في بغداد فترة طويلة نسبيا، وفي عام 1767 م زار نيبور إسطنبول، ثم فلسطين، ومنها ابحر إلى قبرص ليعود إلى وطنه في عام 1770 تقريبا.

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا