عدي بن حاتم الطائي

قسم: معلومات عامة عدي بن حاتم الطائي » بواسطة عبد الرحمن - 6 يناير 2022

عدي بن حاتم الطائي

هو: ابن حاتم الطائي الذي كان يضرب به المثل، في الجود والكرم وقد كان أبوه من أجود وأكرم العرب. تولى عدي: رئاسة قومه قبيلة طيء بعد وفاة أبيه في أرض الجبلين: أجا وسلمى وهي: منطقة حائل حالياً. كان نصرانيا ثم أسلم، وهو من صحابة النبي محمد.
هو عَدِيُّ بنُ حَاتِم بن عبد الله بن سعد بن الحَشْرَج بن امرئ القيس بن عَدِيّ بن أَخْزَم بن أَبي أَخْزَم بن رَبِيعَة بن جَرْوَل بن ثُعَل بن عمرو بن الغَوْث بن طيء. يُكنّى بـ أبي طَريف وأبي وَهب. ينتسب إليه اليوم الغرير من الأسلم من قبيلة شمر.
بناءً على أنّ عمره حين وفاته 120 سنة، تكون ولادته ما بين سنة 51 ـ 54 قبل الهجرة النبويّة.
نشأ عَدِيّ بن حاتِم منذ طفولته في الجاهليّة وسط بيت يشخص فيه والده المعروف بالكرم؛ فقد كان أحد الثلاثة الذين ضُرب بهم المثَل في الجود زمن الجاهليّة. تزوّج حاتم امرأة تُدعى النَّوار، كانت تلومه على كرمه، فتزوّج ماويّة بنت عفزر من بنات ملوك اليمن وكانت تحبّ الكرم وتوقّر الكرماء، فأنجبت له عَدِيّاً، وقد ورث عَدِيٌّ تلك الخصال الحميدة عن أبيه.
وفي هذا يقول الشاعر :
شابَهَ حاتِماً عَدِيٌّ في الكَرَمْ *** ومَن يُشابِهْ أبَهُ فما ظلَمْ
ويقول حاديهم الغرير : يا ذيب يا عجل الهريب ***أشرف على ذيب وراك
يوم الملاقـا لا تغيـب ***اقبل ونرمى لك عشاك
عُديّ بن حاتم بن الطائي رضي الله عنه (يا عُديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ) حديث شريف.
عُديّ بن حاتم بن عبد الله الطائي وكنيته أبو طريف، ابن حاتم الطائي الذي يضرب بجوده المثل، كان نصرانياً، ووفد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في سنة سبع فأكرمه واحترمه وحسُنَ إسلامه، ومنع قومه من الردة بقوة إيمانه، وحَسُن رأيه.
إسلامه وقعت أخت عُدي في الأسر، فمنّ عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأتت أخاها في بلاد الشام فكلمته في المجيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء وأسلم.
قال عُدي: بُعِثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بُعث فكرهته أشدّ ما كرهت شيئاً قط، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ، فقلتُ: { لو أتيتُ هذا الرجل، فإن كان كاذباً لم يخفَ عليّ، وإن كان صادقاً اتبعته }.
فأقبلتُ فلمّا قدمتُ المدينة استشرفني الناس وقالوا: { عُدي بن حاتم ! عُدي بن حاتم }.
فأتيته فقال لي: { يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ }.
فقلتُ: { إنّ لي ديناً !}.
قال: { أنا أعلم بدينك منك }.
قلتُ: { أنت أعلم بديني مني ؟!}.
قال: { نعم }.
مرّتين أو ثلاثاً قال: { ألست ترأس قومك ؟}.
قلتُ: { بلى }.
قال: { ألستَ رُكوسيّاً -فرقة مترددة بين النصارى والصابئين- ألستَ تأكل المرباع ؟}.
قلتُ: { بلى }.
قال: { فإن ذلك لا يحلّ في دينَك !}.
فنضنضتُ لذلك.
ثم قال: { يا عديّ أسلمْ تسلمْ }.
قلتُ: { قد أرى }.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { إنّه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضةً تراها ممّن حولي، وأنت ترى الناس علينا إلْباً واحداً ؟}.
قال: { هل أتيتَ الحيرة ؟}.
فقلتُ: { لم آتِها وقد علمتُ مكانها }.
قال: { يُوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار، أو حتى تطوف بالبيت، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز }.
قلتُ: { قلتَ كسرى بن هرمز !!}.
قال: { كسرى بن هرمز }.
مرتين أو ثلاثة.
{ وليفيضنّ المالُ حتى يهمَّ الرجل مِنْ يقبلُ صدقتَهُ }.
قال عدي: { فرأيتُ اثنتين: الظعينة -المرأة- في الهودج تأتي حاجةً لا تحتاج إلى جوار، وقد كنتُ في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز، وأحلف بالله لتجيئنّ الثالثة، إنّه قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-}.
فضله قَدِمَ عُدَي بن حاتم على أبي بكر بصدقات قومه، وشهد فتوحَ العراق مع سعد، وكان مع خالد فيمن قطع بدِّيَّة السَّماوة إلى الشام، وشهد كثيراً من فتوحها نزل الكوفة وابتنى بها داراً في طيء.
وقد قَدِمَ على عمر بن الخطاب، فرأى منه جفاءً في العطاء والبشاشة، ولم يلحقه بنظرائه، فقال عدي: { يا أمير المؤنين، أتعرفني !}.
فضحك عمر ثم قال: { نعم، والله إني لأعرفـك، أسلمت إذ كفـروا، وعرفتَ إذْ أنكروا، وأقبلتَ إذْ أدبـروا، ووَفَيْتَ إذْ غدروا، وإنّ أول صدقة بيّضتْ وجْهَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدقة طيء حيثُ جئتَ بها }.
وأخذ يعتذر منه في فعله لأولئك، فقال عدي: { فلا أبالي إذن }.
عينه يوم مقتـل عثمان قال عُديّ: { لا ينتطح فيها عنـزان }.
ولم يزل مع علي بن أبـي طالب وشهد معه الجمل وصفّين.
فلمّا فقئت عينـه يوم الجمل قيل له: { أما قلت لا ينتطح فيها عنزان ؟!}.
قال: { بلى وتفقأ عيون كثيرة }.
الوفاة توفي أبو طريف مُعَمّراً في عام (68 هـ) في الكوفة

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا