شخصية القرطبي وسيرته الشخصية

قسم: معلومات عامة شخصية القرطبي وسيرته الشخصية » بواسطة عبد الرحمن - 4 يناير 2022

شخصية القرطبي وسيرته الشخصية

اسم الشخصية : القرطبي
المهنة : فقيه ومفسر للقرآن الكريم
الجنسية / البلد : الاندلس
التفاصيل : محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح كنيته أبو عبد الله ولد بقرطبة ب(الأندلس) حيث تعلم القرآن الكريم وقواعد اللغة العربية وتوسع بدراسة الفقه والقراءات والبلاغة وعلوم القرآن وغيرها كما تعلم الشعر أيضاً. انتقل إلى مصر واستقر بمنية بني خصيب في شمال أسيوط حتى وافته المنية في 9 شوال 671 هـ، وهو يعتبر من كبار المفسرين وكان فقيهًا ومحدثًا ورعًا وزاهدًا متعبدًا.
مصادر القرطبي من كتب التفسير.
لقد أفاد القرطبي من مؤلفات كثير من المفسرين و كان موقفه منهم أن يعرض ﺁرائهم مكتفيا بهذا العرض أحيانا و معقبا عليها و مناقشا لها ورد بعضها أحيانا أخرى و من هنا ظهرت شخصيته في تفسيره و من هذه المؤلفات : –

إعراب القرﺁن لأبي جعفر النحاس المتوفى سنة 338 هجرية. لقد تأثر به القرطبي في إعراب القرﺁن.
معاني القرﺁن لأبي جعفر النحاس أيضا أفاد منه كثيرا و نقل عنه.
جامع البيان في تفسير القرﺁن لأبي جعفر الطبري المتوفى سنة 310 هجرية نقل القرطبي عنه و تأثر به كثيرا.
التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل للمهدي المتوفى سنة – 430- هجرية أفاد منه و تأثر به.
تفسير الماوردي أبوا الحسن علي بن محمد الماوردي المتوفى سنة- 450- هجرية نقل عنه القرطبي و تأثر به كثيرا.
تفسير النقاش و يسمى شفاء الصدور لأبي بكر النقاش المتوفى سنة- 351- هجرية نقل عنه و تعقب صاحبه ورد عليه كثيرا.
أحكام القرﺁن لكيا الطبري و هو أبو الحسن علي بن محمد الطبري المعروف ” بالكيا ” المتوفى سنة- 504- هجرية لقد أفاد القرطبي من أحكام القرﺁن لكيا الطبري حتى لقد كان ينتصر لرأيه على ابن العربي كما سنرى.
أحكام القرﺁن لابن العربي المتوفى سنة 543 هجرية لقد أفاد القرطبي من أحكام القرﺁن لابن العربي و ناقشه و رد تحامله و هجومه على المخالفين و سنذكر أمثلة لذلك.
تفسير مكي بن أبي طالب لمتوفى سنة 437 هجرية المسمى الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرﺁن و تفسيره و أنواع علومه.
مشكل إعراب القرﺁن لمكي بن أبي طالب أيضا. لكن القرطبي فيما ينقل عنه و قد تأثر به كثيرا.

هذا و أفاد القرطبي أيضا من كثيرا من كتب القراءات نخص منها: كتاب الحجة في علل القراءات السبعة لأبي علي الفارسي المتوفى سنة- 377- هجرية و هو كتاب في التفسير و القراءات و النحو و الإعراب أفاد منه القرطبي كثيرا، و نذكر كذلك كتاب المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات و الايضاح عنها لابن جني فقد نقل القرطبي عنه كثيرا من التوجيهات الشاذة. هذا و لم نذكر مصادره في الحديث و الفقه لكونها معروفة.
موقف القرطبي من التفسير بالرأي:
المراد بالرأي هذا التفسير الذي لم تستند إلى مأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم و لا عن الصحابة و قد اختلفت أنظار العلماء في التفسير بالرأي هل يجوز أو لا، فمنعه بعضهم و لو كان المفسر عالما متسعا في معرفة الأدلة و الفقه و النحو و الأخبار و الآثار و إنما عليه أن ينتهي المفسر إلى ما روى عن النبي و عن الذين شاهدوا التنزيل و استدل هؤلاء بما روي عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: ( من قال في القرﺁن برأيه فأصاب فقد أخطأ) رواه أبو داود عن جندب.
و قوله: ( اتقوا الحديث علي إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار و من قال في القرﺁن برأيه فليتبوأ مقعده من النار) رواه الترمذي.
كما استدلوا بموقف بعض الصحابة و التابعين الذين تحرجوا عن القول في القرﺁن بآرائهم كقول أبي بكر رضي الله عنه: ” أي سماء تظلني و أي أرض تقلني إذا قلت في القرﺁن برأيي “.
و لكن القرطبي لا يرتضي هذا المسلك فيجيز التفسير بالرأي و يفتح المجال لكل من عنده مؤهلات الفهم و الاستنباط – و يقول: إن كتاب الله يحوي بين دفتيه ﺁيات تحث على الاعتبار و التدبر كقوله تعالى: ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ﺁياته و ليتذكر أولوا الألباب )، و قوله: [ و لقد ضربنا للناس في هذا القرﺁن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرﺁنا عربيا غير ذي عوج ] و قوله: [ أفلا يتدبرون القرﺁن أم على قلوب أقفالها ].فهذه الآيات و أمثالها تدل على أن الله تعالى عدا عباده إلى تدبر القرﺁن و الاعتبار بآياته و الاتعاظ من مواعظه، و ذلك لا يكون إلا بفهم تأويله، و هل يعقل أن يقال لمن لا يفهم ما يقال له و لا يعقل تأويله اعتبر بمد لا فهم ل كبه و لا دراية لك بشأنه، إن ذلك يكون ضربا من العبث تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
ثم ناقش القرطبي ما تمسك به المانعون للتفسير بالرأي.
أما حديث جندب: ” من قال في القرﺁن برأيه فأصاب فقد أخطأ ” فلم تثبت صحته عند المحدثين لضعف احد رواته. و على فرض صحته فإن المراد بالرأي الذي ذمه الرسول صلى الله عليه و سلم هو القول عن مجرد خاطر دون استناد إلى النظر في أدلة العربية و مقاصد الشريعة و تصريفها و ما لابد منه من معرفة الناسخ و المنسوخ و سبب النزول فهذا لا محالة إن أصاب فقد أخطأ في تصوره بلا علم لأنه لم يكن له مضمون الصواب.
و يجاب عن الحديث الثاني بأنه محمول على مغيبات القرﺁن و مشكلاته بمد لا سبيل إليه بالتوفيق، فمن قال في مشكل القرﺁن بما لا يعرف من مذهب الأوائل من الصحابة و التابعين فهو متعرض لسخط الله أو يكون المراد به أن من قال في القرﺁن قولا يعلم أن الحق غيره فليتبوأ مقعده من النار.
أو يحمل النهي الوارد عن القول في القرﺁن بالرأي لمن يكون له ميل أو نزعة أو مذهب أو نحلة فيتأول القرﺁن وفق رأيه و يصرفه عن المراد و يرغمه على تحميله مالا يساعد عليه المعنى المتعارف عليه و يمنعه عن فهم القرﺁن حق فهمه ما قيد عقله من التعصب.
و ما روي عن أبي بكر من قوله: ” أي سماء تظلني … ” فذلك من الورع خشية الوقوع في الخطأ، و في كل ما لم يقم فيه دليل أو في مواضع لم تدع الحاجة إلى التفسير فيها ألم تر أنه سئل عن الكلالة في ﺁية سورة النساء فقال: أقول فيها برأيي فإن كان صوابا فمن الله و إن كان خطأ فمني و من الشيطان ، و على هذا المحمل ما روي عن سعيد ابن المسيب الشعبي و غيرهما من السلف من إنكار التفسير بالرأي مبالغة في الورع و دفعا لاحتمال الضعيف.
هذا موقف القرطبي من التفسير بالرأي و هو مسبوق بالغزالي و ابن عطية و العنبري و غيرهم فيما وصل إليه، غير أنه لا ينبغي أن نفهم من موقف القرطبي هذا أنه أهمل التفسير المأثور، كلا بل دعا إلى التفسير المأثور أولا كما هو واضح من قوله: ” و النقل و السماع لابد له – لأي المفسر- منه في ظاهر التفسير أولا ليتقي به مواضع الغلط ” إلى آخر ما قاله.
و يبد أن هذا ليس دعوة إلى التفسير المأثور فقط و إنما هو فوق ذلك دعوة إلى عدم الانتقال إلى الاجتهاد و الرأي إلا بعد سماع أو معرفة ما قاله أئمة الدين و العربية، و ذلك أيضا بعد توفر أسبابه و مؤهلاته.
منهج القرطبي في التفسير المأثور عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
و من هنا نرى القرطبي كثيرا ما يعرض للتفسير المأثور عن الرسول صلى الله عليه و سلم و كان منهجه في ذلك أنه يقف عنده و يقتصر عليه لا يتعداه في شرح اللفظ و الآية و لا يستعرض غيره من ﺁراء المفسرين لأنه لا مجال للاجتهاد و الرأي مع النص و إليك أمثلة في مسلكه هذا، في قوله تعالى: ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) يفسر الحساب اليسير بأنه الذي لا مناقشة فيه قائلا: كذا روي عن النبي صلى الله عليه و سلم من حديث عائشة قالت: قال رسول الله ( من حوسب يوم القيامة عذب ) قالت فقلت يا رسول الله أليس قد قال الله: ( فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) فقال: ليس ذاك الحساب إنما ذلك العرض من نوقش الحساب يوم القيامة عذب “.
و إذا تعارضت بعض الآراء في تفسير ﺁية مع ما أثر عن الرسول رجح المأثور ورد ما خافه، ففي قوله تعالى: ( للذين أحسنوا الحسنى و زيادة ) يقول القرطبي. روي عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه سئل عن قوله تعالى( و زيادة ) قال الذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى و هي الجنة ( و الزيادة ) النظر إلى وجه الله الكريم.رواه ابن أبي حاتم ثم يقول و هو الصحيح في الباب غير ملتفت إلى الآراء الأخرى في تفسير قوله ” و زيادة “.
و في قوله: ( إنا أعطيناك الكوثر ) يروي اختلاف الناس في الكوثر الذي أعطيه النبي على ستة عشر قولا. الأول منه انه نهر في الجنة.رواه البخاري عن انس، و في رواية للنسائي قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا الله و رسوله أعلم: قال إنه نهر و عدنيه ربي عز و جل عليه خير كثير و هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ﺁنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول إنه من أمتي فيقال لا تدري ما احدث بعدك.
ثم يذكر القرطبي بقية الآراء في الكوثر فقيل إنه النبوة – و الكتاب- و قيل فيه الإسلام – و قيل الإيثار – و قيل الفقه في الدين إلى ﺁخر ما ساقه.
ثم يعقب على ذلك بقوله: قلت: الأصح من هذه الأقوال الأول و الثاني لأنه الثابت عن النبي. هكذا يسير القرطبي في التفسير المأثور عن الرسول صلى الله عليه و سلم يقف عنده و لا يتجاوزه متى ثبت بطرق صحيحة.
منهجه في التفسير المأثور عن الصحابة و التابعين.
لم يهمل القرطبي التفسير المأثور عن الصحابة و التابعين فضمن كتابه ” الجامع لأحكام القرﺁن ” بهذا اللون من التفسير و لكنه يقرن بين الأقوال إذا اختلفت و يحاول الجمع بينها إن أمكن، ففي قوله تعالى: ( و إذا خلوا إلى شياطينهم ) يقول القرطبي: اختلف المفسرون في المراد بالشياطين، فقال ابن عباس و السدى: هم رؤساء الكفر، و قال الكلبي: هم شياطين الجن، و قال جمع من المفسرين هم الكهان، ثم يقول و لفظ الشيطنة الذي معناه البعد عن الإيمان يعم جميع ما ذكر.
فإذا تعذر الجمع لجـأ إلى المفاضلة و الترجيح فيختار من الآراء ما تؤيده الأدلة و القرائن سواء كان الرأي منسوبا إلى الصحابي أو التابعي أو إلى غيرهم من المفسرين.
و تقوم قواعد الترجيح عنده غالبا إما على عموم المعنى أو دلالة اللغة، و إما على سياق الآيات، أو على ما تشهد له الأحاديث و إما على دلالة بعض القراءات المفسرة.
– “الجامع لأحكام القرآن” هو كتاب جمع تفسير القرآن كاملاً.
– التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة
– التذكار في أفضل الأذكار
– الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
– الإعلام بما في دين النصارى من المفاسد والأوهام واجتهار محاسن دين الإسلام.
– قمع الحرض بالزهد والقناعة.
– المقتبس في شرح موطأ مالك بن أنس.
– اللمع اللؤلؤية في شرح العشرينات النبوية
قال عنه الذهبي: ” إمام متفنن متبحر في العلم، له تصانيف مفيدة تدل على كثرة إطلاعه ووفود عقله وفضله”.الحركة العلمية في عصر القرطبى:نشطت الحياة العلمية بالمغرب والأندلس في عصر الموحدين (514 – 668 هـ) وهو العصر الذي عاش فيه القرطبى فترة من حياته أيام إن كان بالأندلس وقبل أن ينتقل إلى مصر ومما زاد الحركة العلمية ازدهاراً في هذا العصر: أن محمد بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية كان من أقطاب علماء عصره وقد أفسح في دعوته للعلم وحض على تحصيله.

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا