سيرة الملك ادريس السنوسي

قسم: معلومات عامة سيرة الملك ادريس السنوسي » بواسطة عبد الرحمن - 4 يناير 2022

سيرة الملك ادريس السنوسي

اسم الشخصية : محمد إدريس ابن السيد المهدي اللقب : ادريس السنوسي
المهنة : ملك
الجنسية / البلد : ليبيا
التفاصيل : محمد إدريس ابن السيد المهدي ابن محمد بن علي السنوسي ولد في الجغبوب بشرق ليبيا (20 رجب 1307هـ/12 مارس 1890م نشأ في كنف أبيه الذي كان قائما على أمر الدعوة السنوسية في ليبيا ..
كان الملك إدريس رحمه الله يرى أن الحياة السعيدة لاتقوم الا علي الدين والعلم والاخلاق ومن أقواله:{ إن سنن الإسلام السياسيه تعتمد علي دعائم متينة مُحكمة، فلو حفظت هذه السنن وسيست بها الحكومة الإسلاميه ، لما أصاب دولة الإسلام ما أصابها ، لاريب أن ضعف المسلمين يرجع إلى إهمال هذا النظام وتركه ، وإذا ما أراد المسلمون أن ينالوا مجدهم فليرجعوا إلى قواعد حكومتهم الأولى ، ولايظنوا أن ذلك رجوعا إلى الوراء ، بل علي العكس فهو التقدم المتكامل}.
وقال أيضا: {إن بعث الروح الإسلامية أمر يحدث قوة لايستهان بها ، ولاسبيل إلى بعث هذه الروح إلا إذا فرقنا بين المدنيتين الحقيقية والصناعية ، وأخذنا الأولة باليمين والأخرى بالشمال ، وفتحنا باب الأجتهاد ورجعنا إلى قواعد السياسه الإسلامية}.
وقال: {فمن تخلق منا بغير الأخلاق الاسلاميه نجده فاسد التربية منحطا في مستواه الأخلاقي ، معطل الاستعداد الفكري الحر ، مشوش العقل والاعتقاد ، مقلدا تقليدا أعمى}.
لقد كان الملك: إدريس ( رحمه الله تعالى) نصيرا للدين والعلم والأخلاق ، ولذلك قام بتوجيه شعبه منذ تحرير ليبيا من الاستعمار الإيطالي إلى التعليم والإكثار من المدارس ، والاهتمام بالاطفال ، ولما تولى أمر المملكة الليبية وجه المسئولين إلى وجوب العناية بالتعليم وتعميمه ، وأهتم بوزارة المعارف ليكون نواة للجامعة الليبية.
إدريس السنوسي أول ملك يحكم ليبيا من 24 ديسمبر 1951 وحتى 1969 .. ميلادي
كان هو أول ملك يحكم ليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا و قوات الحلفاء في 24 ديسمبر 1951 وحتى 1969 ، كانت من العائلة السنوسية..
وفي نوفمبر عام 1954م أصدر الملك إدريس توجيهاته إلى حكام الولايات الثلاث [ برقة – طرابلس- فزان] لأتخاذ السبل الكفيلة بضرورة تدريس العلوم الدينية على الطلبة في جميع المدارس كمادة أولية مفروضة ، وفرض الصلاة في أوقاتها الخمس على طلاب المدارس من بنين وبنات في كافة أنحاء المملكة لإعداد هذا الجيل إعدادا إسلاميا رشيدا.
وأهتم بتطوير معهد السيد/ محمد بن علي السنوسي حتى أصبح جامعة متميزة من حيث التعليم والنظام والاستعداد ، وكان يحث شعبه علي المحافظة على الصلوات في أوقاتها ، ويحذرهم من المعاصي والذنوب ، وقام بتوجيه رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي ، والولاة الليبيين وحملهم مسئولية شرب الخمر ، وحملهم المسئولية أمام الله ثم أمام الملك ، وكان هذا التوجه مدعماً بالأحاديث النبوية الشريفة ، وكان الإنذار الذي يحمله هذا التوجيه شديدا.
وكان يرى أن أركان النصر للشعوب في ثلاثة ركائز :
التمسك بالدين الكامل
والخلق الفاضل
والاتحاد الشامل
ولذلك قال:{ أنصح العرب الأشقاء بالتمسك بالدين الكامل والخلق الفاضل والاتحاد الشامل ، فلن يغلب شعب يحرص على هذه الأركان}.
وقال: { الاتحاد العربي ضرورة ، والعصبية العربية مشروعة ومعقولة شريطة أن لاتتعارض مع الأخوة الإسلامية وأن لاتعتدي على حقوق اللآخرين } .
إن الأهتمام بالدين والعلم والأخلاق عند الملك إدريس( رحمه الله تعالى) نابع من عقيدة الإسلام ، ومن فهمه لكتاب الله وسنة رسوله[ صلى الله عليه وسلم] ويرى أن الحضارة الصحيحة هي التي تقوم على الدين والعلم والأخلاق ، وبهذه المقومات قامت الحركة السنوسية ، فعندما سأله كاتب دانماركي أجرى معه مقابلة صحفية أثناء وجوده بالمنفى عن موقفه تجاه الاحتلال الايطالي لليبيا آنذاك فجاءه رده مؤكدا لنظرته للحياة الروحية باعتبارها أهم من الوجود المادي ، إذ قال في معرض حديثه: { إن الحضارة التي يريد الايطاليون إدخالها إلي بلادنا تجعل منا عبيدا للظروف ، ولذا وجب علينا أن نحاربهم فهي تبالغ في اضفاء الأهمية على قشرة الحياة الخارجية كالتقدم التقني والآلي مثلا وتعتبر مظاهر الأبهة والسلطان معيارا للحكم علي قيمة الفرد أو الأمة حين تستهين بالنمو الداخلي للإنسان، وأستطيع أن أقول لك شيئا واحدا ، وهو أنه حيث تسود الدعوة السنوسية يستتب الإسلام والرضا من كل جانب
انا إعطيه الاهتمام الكامل وحتى الإشارة إلى دوره في دستور ليبيا الجديد كمؤسس ليبيا الحديثة ، ويجب ان يكون دستورنا الحديث تطورا لدستور 1951 المعدل سنة 1963 وإقرار وحدة ليبيا الكاملة التي كانت اهم إنجازات الملك إدريس رحمه الله .
كان الملك إدريس رحمه الله ، الدعامة الأولى لوحدة ليبيا وحريتها منذ الحرب العالمية الأولى ، وكانت موضع تفكيره واهتمامه طوال بقاءه في المهجر حتى حانت فرصة الحرب العالمية فبدأ اتصالاته الدولية ونشاطه من اجل استقلال ليبيا وكان دوره الدعامة الأولى في تحقيق استقلال البلاد ووحدتها ، وله كل الفضل في جمع كلمة الليبيين وتحقيق الدولة الليبيية …
كما كان طوال سنوات الاستقلال الأب الحنون على شعبه والناصح الأمين لحكوماته ولولاه لأصبحت ليبيا ثلات دول مستقلة ، ولم يستريح له بال حتى حقق وحدة ليبيا الكاملة في حياته وكان متوقعا أن يوطد دائم الوحدة بمزيد من الاندماج والترابط والتخلص من عقدة الفدرالية التي بقت تعشعش في رؤوس أصحاب المصالح وأنصار الجهوية والانفصال .

قدم الملك استقالته لتقدمه في السن…ولم يقبلها الشعب :
كانت استقالة الملك الثانيه والاخيره هي تلك المؤرخه في 4/8/1969م والتي وجهها اثناء رحلة استشفائيه الي تركيا ثم اليونان ،إلى كلا من رئيس واعضاء مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشيوخ عندما جاؤو الي تركيا للاجتماع بالملك بناء على طلبه وفي هذه الاستقالة اكد الملك ادريس انه وقد تقدم العمر به حتى وهن العظم منه وبلغ من العمر عتيا ولهذا قرر التخلي عن العرش الي ولي العهد ( السيد الحسن الرضا السنوسي) مشترطا موافقة البرلمان على ذلك ومن ثم عليه حلف اليمين واعتلاء العرش ومطالبا في هذه الاستقالة الشعب الليبي بتقوى الله ومخافته وحمد الله تعالى وشكره على ما اكرم به بلاده من النعم وافاض عليها من الخيرات وان عليه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك خوفا من ان يرفع الله تعالى عنها نعمه وخيره ويوليها الاشرار من عباده
وكان نص الرسالة :
[ بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ….. أما بعد : يا أخوتي الأعزاء…. رؤوساء واعضاء مجلس الشيوخ واعضاء مجلس النواب…..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…أقدم لكم هذا الخطاب قائلا : منذ أن قلدتني هذه الامه الكريمه الليبية ثقتها الغالية بتيوئي هذا المقام الذي شغلته بعد إعلان استقلال بلادنا العزيزه ليبيا…قمت بما قدره الله لي مما أراه واجبا علي نحو بلادي وأهلها ، وقد لايخلوا عمل كل إنسان من التقصير ، وعندما شعرت بالضعف قدمت استقالتي قبل الآن ببعض سنوات فرددتموها فطوعا لإرادتكم سحبتها ، وإني الآن نسبة لتقدم سني وضعف جسدي أراني عاجز عن حمل هذه الأمانه الثقيله ، ولايخفى أنني بليت في سبيلها خمسة وخمسين سنة قبل الاستقلال وبعده ، وقد أوهنت جلدي مداولة الشؤون وكما قال الشاعر:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش……. ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
وقد مارست هذه القضية وعمري 27 سنه والآن في الثانية والثمانين ، ولله الحمد أتركها في حالة أحسن مما باشرت في بلائي بها ، فأسلمها الآن لولي العهد السيد الحسن الرضا المهدي السنوسي الأول على ان يقوم بعبئها الثقيل امام الله وامام اهل هذه البلاد الكريمة على نهج الشريعة الاسلامية والدستور الليبي بالعدل والانصاف فاعتمدوه مثلي مادام على طاعة الله ورسوله والاستقامة.
وبعد اعتماده من مجلس الامه يحلف اليمين الدستوريه امام مجلس الامه قبل ان يباشر سلطاته الدستوريه والتي شاء الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ، فالله الله مما يغضب الله ، وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان ولاتفرقوا قال [ (صلي الله عليه وسلم) : لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لكم] …والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حينما وقع انقلاب العسكري في سبتمبر 1969م ، كان الملك في رحلة علاجية إلى تركيا واليونان ، ولم يكن معه مال خاص ينفق منه ، ومع ذلك حينما عرض عليه المسؤول المالي للرحلة العلاجية استلام ماتبقى في عهدته من مخصصات ، رفض الملك ذلك بعزة نفس وقال : يابني أنا بالأمس كنت ملك ليبيا ، ولكنني لم أعد كذلك اليوم ، وبالتالي فإن هذا المال لم يعد من حقي ويجب أن يسلم إلى خزينة الشعب.
أستقر الملك إدريس ( رحمه الله) في مصر حيث بقى مدة حياته الاخيرة بها ، ولم يغادر مصر إلا مرتين .. ذهب فيهما إلى مكة حاجا ، وكانت وفاته في القاهرة بتاريخ 25/ مايو/ 1983م وهو في سن الرابعة والتسعين ، ولقد دفن الملك ( رحمه الله) في المدينة المنورة ، وكان قد طلب من جلالة المغفور له بإذن الله – الملك خالد بن عبد العزيز- في لقاء لهما بموسم الحج سنة 1977م أن يأذن بدفنه متى حانت المنية في البقيع فكفل الملك خالد للملك إدريس رغبته ( رحمهما الله) ثم إن الملك فهد بن عبد العزيز أجاز ذلك بعد وفاة الملك خالد بن عبد العزيز ونقل جثمانه من القاهرة إلى المدينة المنورة في طائرة مصرية خاصة.
فنسأل الله له الرحمة والمغفرة والرضوان ونقول ماقاله المولى عز وجل : [ ربنا اغفر لنا ولأخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ] – الحشر..10-.

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا