محمد بن الحسن بن الهيثم

قسم: معلومات عامة محمد بن الحسن بن الهيثم » بواسطة عبد الرحمن - 4 يناير 2022

محمد بن الحسن بن الهيثم

اسم الشخصية : محمد بن الحسن بن الهيثم
المهنة : عالم
الجنسية / البلد :
التفاصيل : اسمه :: محمد بن الحسن بن الحسن بن الهيثم أبو على البصري
و هو من أصل عربي ، عالم مسلم موسوعي من أعظم علماء الرياضيات والفيزياء
أتقن الطب و صنف فيه لكنه لم يمارسه ، ويُعد مؤسس علم البصريات .
وُلِد في البصرة عام 354هـ / 965م وعاش فيها حياته الأولى

ولد ابن الهيثم في عصر كان يشهد ازدهاراً في مختلف العلوم من رياضيات وفلك وطب وغيرها
، هناك أنكب على دراسة الهندسة والبصريات وقراءة كتب من سبقوه من علماء اليونان والعالم الأندلسي الزهراوي وغيرهم في هذا المجال ، كتب عدة رسائل وكتب في تلك العلوم وساهم على وضع القواعد الرئيسية لها, وأكمل ما كان قد بدئه العالم الكبير الزهراوي.
كان في طفولته عازفًا عن اللهو مع أقرانه ، مقبلاً على القراءة والاطلاع
وعندما شبَّ اشتغل كموظف في الديوان الحكومي، إلا أنه عكف على مواصلة البحث والدراسة
فسافر في طلب العلم، فذهب إلى بغداد والشام ومصر، وتنقّل بين أرجاء الدولة الإسلامية..
وقد درس في بغداد الطب، واجتاز امتحانًا مقررًا لكل من يريد العمل بالمهنة، وتخصَّص في طب الكحالة
(طب العيون) ، وكان أهل بغداد يقصدونه للسؤال في عدة علوم ، برغم أن المدينة كانت زاخرة بصفوة من كبار علماء العصر.
وعندما سمع الحاكم بأمر الله الفاطمي مقولته: “لو كنت بمصر لعملت فِي نيلها عملاً يحصل بِهِ النفع فِي كل حالة من حالاته من زيادة ونقص..” استدعاه إلى بلاطه وأمده بما يريد للقيام بهذا المشروع ، ولكن ابن الهيثم لما ذهب إلى مصر وبعد أن حدد مكان إقامة المشروع (وهو عند مدينة أسوان )، أدرك صعوبة أو استحالة إقامة المشروع بإمكانات عصره، فاعتذر للحاكم بأمر الله!
بعد ذلك اتخذ من غرفة بجوار الجامع الأزهر سكنًا، ومن مهنة نسخ بعض الكتب العالمية موردًا لرزقه، هذا بخلاف التأليف والترجمة ؛ حيث كان متمكنًا من عدة لغات، ولكنه لم يكن في سعة من العيش، فقد كان يرتزق من نسخ كتابين أو ثلاثة كتب رياضية منها:
كتاب الأصول لإقليدس في الهندسة
كتاب المجسطي لبطليموس في الفلك
فكان ينسخها كل عام فيأتيه من أقاصي البلاد من يشتريها منه بثمن معلوم، لا مساومة فيه ولا معاودة،
فيبيعها ويجعلها مئونة حياته طول سنته.
كان دائمًا يقول: “وإني ما مُدَّت لي الحياة، باذل جهدي، ومستفرغ قوتي في مثل ذلك
( يقصد الدراسة وتحصيل العلوم ) ، متوخيًا منه أمورًا ثلاثة:
أحدها إفادة من يطلب الحق ويؤثره في حياتي وبعد مماتي،
و الآخر أني جعلت ذلك ارتياضًا لي بهذه الأمور في إثبات ما يتصوره ويتقنه فكري من تلك العلوم ،
و الثالث أني صّيرته ذخيرة وعدة لزمان الشيخوخة وأوان الهرم”.
عرف ابن الهيثم بغزارة إنتاجه العلمي، وبلغت شهرته آفاق العالم الإسلامي في ذلك الوقت، وكانت شهرته
لا كعالم رياضي فحسب بل كمهندس له في الفنون الهندسية آراء. كما طرق الفلسفة والمنطق والطب والفلك
و استحدث فيها آراء جديدة من الفكر العلمي توجها بعلم البصريات.
و لعل أهم ما يشتهر به ابن الهيثم إنجازاته في البصريات هو أنه أول من وصف أجزاء العين وعملية الرؤية فيها بشكل دقيق وسليم علميا وأبطل الرأي الإغريقي السائد آنذاك بأن الرؤية تتم بخروج شعاع من العين
و سقوطه على الأشياء التي تتم رؤيتها، وكان وراء هذا الرأي بطليموس وإقليدس.
فبين ابن الهيثم أن المنشور الضوئي يمر من الأشياء إلى العين خلال القرنية وفتحة القزحية وأجزاء العين الأخرى ليصل إلى الشبكية. كما درس نفاذ الضوء من الأوساط المختلفة فاكتشف قوانين انكسار الضوء وانعكاسه، والعلاقة بين زاوية سقوط الضوء وانكساره، وصاحب أول التجارب العلمية على تحلل الضوء إلى ألوانه المعروفة بألوان الطيف .
و ناقش من الموضوعات طبيعة الضوء، و قوس قزح ، والظلال و الخسوف . كما درس المرايا بأنواعها الكروية والمكافئة والانحراف الكروي. وقدم في دراسته ما عرف في الغرب باسم مسألة الهازن
و التي تقوم على معادلات رياضية من الدرجة الرابعة.
و في مجال الطبيعيات بحث ابن الهيثم نظريات التجاذب بين الكتل ، وتسارع الأجسام الساقطة بفعل الجاذبية . وفي الميكانيكا أشار ابن الهيثم إلى القانون الأول للحركة القائل بأن الجسم يظل على حالته ما لم تؤثر عليه قوة خارجية توقفه أو تغير اتجاهه.
كانت أولا المشاكل التي صادفها عندما انتقل إلى القاهرة
حيث عاش معظم حياته ، و هناك ذكر انه بعلمه للرياضيات يمكنه تنظيم فيضانات النبل ،
عندئذ أمره الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بتنفيذ أفكاره تلك .
الا أن ابن الهيثم صدم سريعاً بإستحالة تنفيذ أفكاره و عدل عنها، و خوفاً على حياته
إدعى الجنون ، فأجبر على الإقامة بـ منزله ، و عندها كرس ابن الهيثم حياته لعمله العلمي حتى وفاته .

وقد عني كمال الدين الفارسي ببحوث ابن الهيثم في البصريات
و درسها دراسة وافية وألف في ذلك كتابه المعروف “تنقيح المناظر لذوي الأبصار والبصائر”،
وعن طريق هذا الكتاب عرفت أوروبا الكثير عن ابن الهيثم وأعماله وجهوده في علم الضوء،
حيث نشر هذا الكتاب مترجمًا في مدينة بال بسويسرا سنة ( 980 هـ = 1572م ) ، وإن كان قد سبق نشره قبل اختراع الطباعة من قبل “جيرار دي كريمونا” أشهر المترجمين في إسبانيا، الذي اهتم بإنشاء
أضخم مجموعة فلكية سنة ( 676 هـ = 1277م ) عن العلماء العرب ، وهذه الكتب استفادت منها إسبانيا والبرتغال
في رحلاتهما البحرية في المحيط الأطلنطي بفضل الأزياج الفلكية ( الجداول الفلكية ) والمعلومات الرياضية التي خلفها العلماء العرب .
وعن طريق هذه الترجمات لأعمال ابن الهيثم تأثر روجر بيكون وجون بيكام وفيتلو في بحوثهم،
فكتاب جون بكان الموسوم بالمنظور ليس إلا اقتباسًا ناقصًا من كتاب ابن الهيثم في البصريات،
و أما كتاب فيتلو الذي ألفه سنة ( 669 هـ = 1270م ) فمأخوذ في قسم كبير منه عن ابن الهيثم ، ولا يتجاوز النتائج
التي وصل إليها.
{{ بطليموس الثاني }}
وفي الفلك أبدع ابن الهيثم وأسهم فيه بفاعلية حتى أُطْلِقَ عليه “بطليموس الثاني”، ولم يصلنا من تراث ابن الهيثم في الفلكيات إلا نحو سبع عشرة مقالة من أربعة وعشرين تأليفًا، تحدث فيها عن أبعاد الأجرام السماوية وأحجامها وكيفية رؤيتها وغير ذلك.
{{ أمير النور }}
لا بد أن نقرر أن الحضارة الإسلامية أضافت إلى كافة العلوم ، ولكن الذي أعلى قدرها بحق هو إبداعها لعلوم غير مسبوقة ، ومن هذه العلوم علم الضوء ، وصاحب السبق والفضل فيه هو ابن الهيثم بلا منازع ، وقد وضع أسس هذا العلم في كتابه الفريد المناظر. توصل ابن الهيثم في علم الضوء إلى نتائج وضعته على قمة عالية في المجال العلمي ،
و صار بها أحد المؤسسين لعلوم غيّرت من نظرة العلماء لأمور كثيرة في هذا المجال حتى لقبه العلماء ( أمير النور ) .
من أهم اختراعات ابن الهيثم ::
أول من أدرك أن الأشعة الضوئية لا تنبعث من العين، بل تدخل إليها، هو العالم المسلم الحسن بن الهيثم في القرن العاشر، والذي يعد أباً لعلم البصريات.” وهو يعد أيضاً أول من نقل علم الفيزياء من الممارسة النظرية الفلسفية إلى الممارسة العملية، عن طريق تطويره للمنهج العلمي. كلمة كاميرا (بالإنجليزية : Camera) ذات أصل عربي من كلمة
قمرة (بالإنجليزية : Qamara) وهي تعني الغرفة المظلمة أو الخاصة.] الكاميرا ذات الثقب
مثال تطبيقي على الكاميرا ذات الثقب
ابن الهيثم أول من وصف الكاميرا ذات الثقب بعد أن لاحظ الطريقة التي يمر بها الضوء خلال ثقب في مصراعي نافذة
هذا يعني أنه من – أسس – اختراع الكاميرا و أتى الغرب من بعدها و طورو في الفكرة .
استنتج ابن الهيثم أنه كلما صَغُر ثقب القمرة كلما كانت الصورة أفضل، وبهذا أنشأ أول قمرة مظلمة (بالإنجليزية : Camera Obscura)، والتي تعتبر كسلف ” للكاميرا ” الحالية.
كلمة الكاميرا المعاصرة مأخوذة من أصل الكلمة العربية ” القمرة ” والتي تعني الغرفة المظلمة , وتستخدم في اللغة الفصحى ومعناها واضح , حتى لمن كان ليس ملماً باللغة العربية.

1- كتاب المناظر
2- اختلاف منظر القمر
3- رؤية الكواكب
4- التنبيه على ما في الرصد من الغلط
5- أصول المساحة
6- أعمدة المثلثات
7- المرايا المحرقة بالقطوع
8- المرايا المحرقة بالدوائر
9- كيفـيات الإظلال
10- رسالة في الشفق
11- شرح أصول إقليدس
12- مقالة في صورة‌ الکسوف
13- رسالة في مساحة المسجم المکافي
14- مقالة في تربيع الدائرة
15- مقالة مستقصاة في الاشکال الهلالية
16- خواص المثلث من جهة العمود
17- القول المعروف بالغريب في حساب المعاملات
18- قول في مساحة الکرة.
قال عنه ابن أبي أصيبع ::
( كان ابن الهيثم: فاضل النفس قوي الذكاء متفننا في العلوم ، لم يماثله أحد من أهل زمانه ، و كان دائم
الانشغال كثير التصنيف ، وافر الزهد محباً للخير، ولقد لخص كثيرا من كتب جالينوس في الطب… و كما كان حسن
الخط جيد المعرفة بالعربية ) .
وقد درس الأستاذ الفلكي “محمد رضا” بعض رسائل ابن الهيثم في الفلك فخرج بالقول ::
“… وإذا أردنا أن نقارن ابن الهيثم بعلماء عصرنا الحاضر فلن أكون مغاليًا إذا اعتبرت الحسن بن الهيثم في مرتبة تضاهي العلامة أينشتين في عصرنا هذا… ! ” .
وقال عنه الأستاذ جون دبزوندبرناك – رئيس قسم الفيزياء بكلية بيركبك بجامعة لندن ::
( ويعتبر كتاب المناظر لابن الهيثم هو أول دراسة علمية جادة في موضوع الضوء، وابن الهيثم وغيره من علماء العرب، هم أول من فهم موضوع انعكاس الضوء بالمفهوم الجديد، وبمرور الضوء خلال الأجسام المشفة، الأمر الذي كان له الفضل في إرساء قواعد علم البصريات ).
لابن الهيثم رسائل عديدة في علم الفلك تزيد على عشرين رسالة ، عرف منها ثلاث رسائل:
– تبحث في مائية الأثر على وجه القمر
– في ارتفاع القطب
– و في هيئة العالم
ويستدل من هذه الرسائل أنه استنبط طريقة جديدة لتعيين ارتفاع القطب أو عرض المكان على وجه التدقيق.
وهي تدل على مقدرته العلمية الفلكية ومقدرة رياضية فائقة، إذ استطاع أن يلجأ إلى التحليل الرياضي.
فكانت بحوثه ونتائجه خالية من الغلط و الأخطاء.
و بسط ابن الهيثم سير الكواكب وتمكن من تنظيمها جميعًا على منوال واحد، فكانت هذه بمثابة آراء جديدة
أدخلها إلى العلوم الفلكية ، وهي لا تقل أهمية عن الآراء الجديدة التي نوه عنها في الضوء ، حيث أدخل خط الإشعاع الضوئي بدلاً من الخطوط البصرية، وكانت هذه الآراء الجديدة التي أتى بها ابن الهيثم
عاملاً من عوامل تقدم الفلك وخطوة لابد منها في تطور هذا العلم ، ومنها يتجلى لنا الخدمات الجليلة
التي أسداها إلى هذه الميادين والمآثر التي أورثها إلى الأجيال والتراث النفيس الذي خلفه للعلماء والباحثين ، مما ساعد كثيرًا على تقدم علم الضوء الذي يشغل فراغًا كبيرًا في الطبيعة والذي له اتصال وثيق
بكثير من المخترعات والمكتشفات ، والذي لولاه لما تقدم علماء الطبيعة والفلك تقدمهما العجيب.
و هو تقدم مما مكن الإنسان من الوقوف على بعض أسرار المادة في دقائقها وجواهرها ، وعلى الاطلاع على ما يجري في الأجرام السماوية من مدهشات ومحيرات.
توفي ابن الهيثم في مدينة القاهرة في مصر سنة 1038 م عن عمر 73 عام.
بحث فلاسفة اليونان القدماء وعلماؤها في علم الضوء، ولم تكن بحوثهم وافية أو عميقة ،
فذهب إقليدس في بحوثه إلى أن العين تحدث في الجسم الشفاف المتوسط بينها وبين المبصرات شعاعًا ينبعث منها، وأن الأشياء التي يقع عليها هذا الشعاع تُبْصَر، والتي لا يقع عليها لا تبصر،
و أن الأشياء التي تبصر من زاوية كبيرة تُرى كبيرة ، والتي تبصر من زاوية صغيرة ترى صغيرة ، و ظلت
البحوث في علم الضوء تدور في هذا الفلك دون تقدم أو رقي ، حتى جاء الحسن بن الهيثم فصحح هذه الأخطاء ، وخطى بعلم الضوء خطوات واسعة، بلغ فيه ما لم يبلغه من قبل، ولم يتجاوزه من بعده إلا بعد مضي قرون عديدة.
و على الرغم من مكانة ابن الهيثم وبحوثه المبتكرة في علم الضوء، فقد ظل مغمورًا، لا يعرفه كثير من الناس ، ولولا أن قيض الله له من يكشف عن جهوده ويجلي آثاره، لبقي في مجاهل النسيان، وكان العالم العربي مصطفى نظيف واحدًا من هؤلاء، فقد كتب عنه دراسة رائدة نشرتها جامعة القاهرة في مجلدين، بذل فيها جهدًا مضنيًا في قراءة مخطوطات ابن الهيثم ومئات المراجع، حتى خلص إلى حقيقة صادقة بأن ابن الهيثم هو واضع أسس علم الضوء بالمعنى الحديث.

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا