الكسندر غراهام بيل

قسم: معلومات عامة الكسندر غراهام بيل » بواسطة عبد الرحمن - 4 يناير 2022

حياة العالم الكسندر غراهام بيل

اسم الشخصية : الكسندر غراهام بيل
المهنة : مخترع
الجنسية / البلد : إسكتلندا
التفاصيل : الكسندر غراهام بيل واحد من المخترعين الرئيسي للهاتف، قام بعمل مهم في مجال الاتصالات للصم وعقد أكثر من 18 براءة اختراع
ارتبط كل من والد بيل وجده وأخيه بالعمل في مجال الخطابة
وكانت والدته وزوجته من الصم مما ترك أثرا بالغا على حياة بيل وعمله دفعه بحثه في مجال السمع والكلام إلى إجراء المزيد من التجارب على أجهزة السمع
الأمر الذي مكنه في النهاية من نيل أول براءة اختراع أمريكية عن جهاز الهاتف سنة 1876
بالنظر إلى حياته العلمية، اعتبر بيل أن أشهر اختراعاته وهو الهاتف تطفلا على عمله الأصلي كعالِم ورفض أن يكون لديه هاتفا في حجرة مكتبه
العديد من الاختراعات الأخرى كانت ملحوظة في حياة بيل، بما في ذلك عمله الرائد في مجال الاتصالات البصرية والقارب المحلق (الهايدروفويل) وعلم الطيران
في عام 1888 أصبح بيل أحد الأعضاء المؤسسين لناشيونال جيوغرافيك
يوصف بيل بأنه أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ البشرية.

وُلِد ألكسندر بيل في إدنبرة، إسكتلندا في 3 مارس 1847.
كانت عائلته تقطن في منزل 16 شارع شارلوت الجنوبي
ويوجد على باب المنزل نقشا حجريا في إشارة إلى مسقط رأس ألكسندر جراهام بيل
كان لديه شقيقين: “ميلفيل جيمس بيل” و”إدوارد تشارلز بيل” توفي شقيقيه من داء السل
كان والده “ألكسندر ميلفيل بيل” أستاذا جامعيا ووالدته تدعى “إليزا جريس”
على الرغم من أنه منذ ميلاده كان يدعى “ألكسندر” إلا أنه في سن العاشرة توسّل إلى والده أن يكون له اسما أوسطا ينادى به على غرار شقيقيه
في عيد ميلاده الحادي عشر، سمح له والده أن يعتمد الاسم الأوسط “جراهام”
الاسم الذي اختاره بسبب إعجابه بجراهام ألكسندر، وهو شخص كندي تعرّف إليه والده وأصبح صديقا للعائلة
كان الأقارب والأصدقاء يلقبونه باسم “أليك” وهو اللقب الذي استمر والده يناديه به إلى وقت لاحق
عندما كان طفلا صغيرا، أبدى ألكسندر نزعة فضولية لاكتشاف كل شيء يحيط به في العالم الخارجي من حوله
مما أدى إلى جمعه للعينات النباتية وكذلك إجراء التجارب على الرغم من سنه المبكر
كان صديقه الحميم يدعى “بين هيردمان” وهو أحد أبناء أسرة مجاورة لهم تمتلك طاحونة لصنع الدقيق وكانت تلك إحدى المشروعات الرائجة في ذلك الوقت
تساءل بيل الصغير عن كيفية عمل الطاحونة
قيل له أن القمح يتم طحنه من خلال عملية شاقة
عندما بلغ بيل الثانية عشرة من عمره، صنع آلة باستخدام أدوات منزلية تكونت من مضارب دوّارة ومجموعة من المسامير
وبذلك ابتكر آلة بسيطة لطحن القمح تم تشغيلها واستخدامها لفترة استمرت عدة سنوات
في المقابل منح “جون هيردمان” الفتيان فرصة لإدارة ورشة صغيرة تمكنهم من “الاختراع”
منذ سنواته الأولى أبدى بيل طبيعة حساسة وموهبة في الفن والشعر والموسيقى بتشجيع من والدته
أتقن العزف على البيانو بلا أي تدريب رسمي وأصبح عازف البيانو للأسرة
على الرغم من طبيعته الهادئة، نجح في التقليد و”الحِيَل الصوتية” المرتبطة بالتكلم البطني حيث كان يقوم بتسلية ضيوف الأسرة خلال زيارتهم في بعض المناسبات
تأثر بيل كثيرا بصمم والدته التدريجي (بدأت بفقدان السمع عندما كان عمره 12 سنة)
وتعلم لغة الإشارة حتى يتمكن من مجالستها ومحاكاتها بصمت وكانت المناقشات تدور في منزل الأسرة،
كما طوّر تقنية ليتحدث بنبرة واضحة ومباشرة إلى جبهة والدته حتى تتمكن من سماعه بشكل واضح نسبيا
اهتمام بيل بصمم والدته أدى به إلى دراسة علم الصوتيات.
ارتبطت عائلته لفترة طويلة بتعليم الخطابة وفن الإلقاء: جده “ألكسندر بيل” في لندن، وعمه في دبلن، ووالده في إدنبرة، عملوا جميعا في هذا المجال.
نشر والده مجموعة متنوعة من الأعمال التي تخص هذا الموضوع وما زال العديد منها معروفا، على الأخص (The Standard Elocutionist) سنة 1860. نُشِر العمل في إدنبرة سنة 1868، وظهر في 168 طبعة بريطانية وتم بيع أكثر من ربع مليون نسخة في الولايات المتحدة وحدها.
شرح والده في هذا البحث أساليبه في كيفية توجيه الصم-البكم (كما كان الاصطلاح آنذاك) للتعبير عن الكلمات وقراءة حركات شفاه الآخرين وفك شفرات المعاني.
قام الوالد بتعليم بيل وإخوته كتابة الحديث المرئي إلى جانب تحديد أي رمز والصوت المصاحب له.
برع بيل في ذلك لدرجة أنه أصبح جزءا من العروض العامة لوالده وأذهل الجماهير بقدراته.
كان بإمكانه فك رموز الخطابات المرئية والقراءة بدقة لمساحات من الكتابة دون أي معرفة مسبقة بكيفية نطقها بكل لغة تقريبا، بما في ذلك اللاتينية والإسكتلندية الغيلية وحتى السنسكريتية.
عندما كان طفلا صغيرا، تلقى بيل وإخوته تعليمهم المبكر في المنزل على يد والدهم.
مع ذلك التحق في سن مبكرة بالمدرسة الثانوية الملكية (The Royal High School) في إدنبرة بإسكتلندا
وغادر المدرسة في سن الخامسة عشر، وبذلك أكمل أول أربعة مراحل فقط.
كان سجله المدرسي غير متفوق وتميز بكثرة الغياب والدرجات المتدنية.
كان اهتمامه الرئيسي في العلوم وخاصة علم الأحياء، في حين كان يعامل المواد الدراسية الأخرى بلا مبالاة، مما أثار استياء والده المتطلب.
عقب تخرجه من المدرسة، سافر بيل إلى لندن ليعيش بصحبة جده “ألكسندر بيل”.
خلال السنة التي قضاها مع جده، تولَّد حبه للتعلم وأمضى ساعات طويلة من المناقشة الجدية والدراسة.
بذل بيل الجَد جهودا كبيرة لتعليم تلميذه الشاب التحدث بوضوح وإقناع،
وتلك هي السمات التي احتاجها تلميذه ليصبح هو الآخر معلما.
في سن السادسة عشر، حصل بيل على منصب “تلميذ-معلم” في الخطابة والموسيقى في أكاديمية ويسترن هاوس (Weston House Academy) في مدينة إلغين بإقليم موراي، إسكتلندا.
على الرغم من التحاقه كتلميذ لدراسة اللغتين اللاتينية واليونانية، إلا أنه كان يقوم بالتعليم مقابل وجبات طعام 10 جنيهات إسترلينية عن كل حصة.
في العام التالي التحق بجامعة إدنبرة وانضم لأخيه الأكبر ميلفيل الذي كان قد التحق هناك في السنة السابقة. في عام 1868 وبفترة وجيزة تسبق مغادرته إلى كندا مع عائلته، أكمل بيل امتحانات نهاية العام وتم قبوله في جامعة لندن.

قام والد بيل بدعم اهتمام ابنه بفن الإلقاء
وفي سنة 1863 اصطحبه والده مع إخوته لمشاهدة آلة ذاتية التشغيل فريدة من نوعها (وهي ما تُعرف اليوم باسم الروبوت)
التي طورها السير “تشارلز ويتستون” وهي في الأصل من اختراع البارون “فولفجانج فون كيمبلين”. كان “الرجل الآلي” البدائي يقوم بمحاكاة صوت الإنسان.
انبهر بيل بهذه الآلة واقتنى نسخة من كتاب فون كيمبلين الذي تم نشره في ألمانيا وترجمه بمَشَقّة،
فقام هو وشقيقه الأكبر “ميلفيل” بتصميم رأس رجل آلي خاصا بهما.
أبدى والدهما اهتمامه الشديد بهذا المشروع واستعداده لتحمل مصاريف أي مواد لازمة،
وعلى سبيل التشجيع عرض عليهما “جائزة كبرى” إذا حققا نجاحا في ذلك.
في حين صمّم شقيقه الحلق والحنجرة،
تولى بيل مسؤولية أداء مهام أصعب من ذلك بكثير ألا وهي إعادة تصميم جمجمة حقيقية للرجل الآلي. أسفرت جهودهما عن تصميم رأسا يشبه الرأس الحقيقة بشكل مذهل وكان بإمكانه “التحدث”
ولو لبضع كلمات فقط.
كانا يقومان بتعديل “شفاه” الرجل الآلي بعناية وعند دفع المنفاخ للهواء من خلال القصبة الهوائية كان بالإمكان تمييز نطق لكلمة “ماما” بوضوح، الأمر الذي أذهل الجيران عندما جاءوا لرؤية اختراع بيل.
انبهر بيل بالنتائج التي توصل إليها إثر تصميمه لهذا الرجل الآلي، لذا واصل إجراء التجارب على أحد الكائنات الحية وهو كلب العائلة من سلالة (Skye Terrier) وكان يُدعى “تروفي”
قام بيل بتدريب الكلب على أن يتذمر باستمرار
وكان يمد يده في فم الكلب ويتلاعب بشفاه الكلب وأحباله الصوتية لإنتاج أصوات بسيطة (Ow ah oo ga ma ma) أي “آو آه أوو جا ما ما”
مع قليل من الإقناع، اعتقد الزائرون أن هذا الكلب يمكنه أن يتلفظ بعبارة (How are you grandma) أي “كيف حالك يا جدتي؟”
للدلالة على طبيعته المرحة، أقنعت اخترعاته المشاهدين أنهم رؤوا “كلب يتكلم”. أسفرت هذه التجارب الأولية على الصوت عن قيام بيل بأول عمل جدي على انتقال الصوت، وذلك باستخدام الشوكة الرنانة لاكتشاف الرنين.
أعد بيل تقريرا عن عمله عندما كان عمره تسعة عشر عاما وأرسله إلى عالِم لغة يُدعى “ألكسندر جون إليس”، وهو زميل والده (تم تجسيده لاحقا في شخصية البروفيسور “هنري هيجنز” مسرحية بجماليون). رد إليس على بيل فورا مشيرا إلى أن هذه التجارب مماثلة لعمل قائم في ألمانيا في ذلك الوقت، كما قدم لبيل نسخة من عمل هرمان فون هلمهولتز بعنوان (The Sensations of Tone as a Physiological Basis for the Theory of Music) أي الإحساس بالأنغام كأساس فسيولوجي لنظرية الموسيقى.
انزعج بيل كثيرا بعد إدراكه أن هلمهولتز قد بدأ بالفعل بعمل رائد يقوم فيه بتحويل أصوات حروف العلة باستخدام “أداة غريبة الشكل” مشابهة للشوكة الرنانة
فانكب على قراءة كتاب هذا العالم الألماني
كان بيل يعمل من ترجمته السيئة للطبعة الألمانية الأصلية، وبالصدفة استنتج أن ذلك سيكون دعامة لكل عمله في المستقبل على نقل الصوت قائلا: “دون معرفة الكثير عن هذا الموضوع بدا لي أنه إذا أمكن إنتاح أصوات حروف العلةعن طريق وسائل كهربائية، بالتالي يمكن إنتاج أصوات الحروف الساكنة، وأيضا يمكن إنتاج أصوات تعبير كلامي
” كما أبدى لاحقا ملاحظة أخرى: “اعتقدت أن هلمهولتز قد فعل ذلك… وأن الفشل يرجع فقط لجهلي بالكهرباء. كان ذلك خطأ فادحا… لو كنت قادرا على قراءة اللغة الألمانية في تلك الأيام، ربما لما كنت قد بدأت تجاربي!”

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا