موضوع تعبير عن الدخان والإدمان

قسم: أبحاث علمية موضوع تعبير عن الدخان والإدمان » بواسطة محمود الاسوانى - 1 يناير 2022

يصر بعض الناس على أنَّ الدخان مجرَّد عادة، ولا يدخل في مجال الإدمان، والحقيقة أنَّ هناك من يتعاطى الدخان على سبيل العادة والتقليد، وهؤلاء يُمكنهم التوقف عن التدخين لأيِّ سبب، ولكنَّ القطاع الأكبر من المدخنين وصل بهم تعاطي الدخان إلى حدِّ الإدمان، بحيث لا يتصوَّرون الحياة دونه، وأذكر مثالاً على هؤلاء:

  • أحد الأساتذة في جامعة القاهرة، كان يُدخِّن في المحاضرة الواحدة من ثمان إلى عشرة سجائر، بحيث كان يُشعل السيجارة الجديدة من التي أوشكت على الانتهاء، فلمَّا كلَّمه بعض الطلاب الغيورون قال لهم: لقد طلبوا مني في الجامعة الامتناع عن التدخين أثناء المحاضرات، فقلت لهم بالحرف الواحد: إمَّا أنا والسيجارة، وإما لا أنا ولا السيجارة، فلمَّا رأت إدارة الجامعة إصراره على ذلك، وكان من الأساتذة الكبار، وافقت على مضض!

فهذا نوعٌ من الإدمان الذي يجعل المرء يتنازل عن كلِّ شيء في سبيل تواصله مع هذا الشيء الذي أدمنه!

إذن ما هو الإدمان؟

الإدمان

الإدمان في أبسط تعريفاته هو «إحساس» الشخص بحاجته الماسة إلى المادة التي تعوَّد عليها، فلا يكاد يرى أو يسمع أو يفهم دون حصوله عليها، فإذا لم يجد هذه المادة تغيَّر حاله وظهر عليه القلق والاضطراب، وربما سلك سلوكًا عدوانيًا وتصرَّف كالمجانين، ولم يهدأ حتى يحصل على هذه المادة، والسيجارة فيها نوعٌ من الإدمان، وسبب الإدمان فيها أنَّ النيكوتين وغيره من المواد الموجودة في السيجارة تدخل إلى الدم وتؤثر فيه .. وهذا الدم يُغذِّي شرايين المخ .. ونتيجة للتدخين يتعوَّد جسم الإنسان على نسبة معينة من النيكوتين يريد بقاءها داخل دمه بصفةٍ مستمرة، فإذا انخفضت هذه النسبة أحسَّ المدخِّن بتلك اليد الخفية التي تجعله يمدُّ يده أوتوماتيكيا إلى علبة السجائر لإشعال سيجارة، ومن هنا أثبتت تقارير الكليات والمعاهد الطبية الغربية أنَّ التدخين نوع من الإدمان.

ممنوع التدخين؟

كتب أحدهم قصته مع مدخن قائلاً:

في مصعد كهربائي كدت أسقط مختنقًا .. بعد أن أبديتُ له كلَّ ألوان التململ والتأفُّف، ولكن إلى أن يفهم الغبي الكلام يكون الذكي قد ترك المقام .. فمع كلِّ ما حاولت أن أبديه على وجهي من عدم الرضا إلاَّ أنَّ السيجارة لم تفارق يد ذلك الرجل الذي ابتُليت به، فمرَّة يُقبِّلها بفمه .. مرة يضعها بين أصبعيه لينفخ الدخان من أنفه وفمه وكأنه عادم سيارة .. المشكلة الأولى أني أريد الدور السابع، أمَّا المشكلة الثانية فهي أنه يريد الدور الثامن.

وأخيرًا حمدت الله على أن أحياني بعدما أماتني وخرجت من المصعد بعد وصولي بالسلامة وأنا ألتقط أنفاسي وأشتكي إلى الله حالي؛ فمن يحمي رئتي من ذلك المدخن الذي يباهي بسيجارته من غير تقديرٍ لمشاعر من حوله..

كنت أحكي هذه القصة لأنَّ جاري عندما شمَّ رائحة الدخان في ثيابي قال لي: إذا كنت قد خفت على رئيتك من هذه الدقائق.. فماذا أقول وأنا أعاني كلَّ يوم ثمان ساعات من أولئك المدخنين في أثناء العمل الرسمي؟!

وإذا تقدَّمت أنا ومثلي بالشكوى جاءت الإجابة كإجابة جحا لحماره:

أنا لا أستطيع أن أقنع حماري بالتوقُّف عن النهيق لأنه حمار، فحاول أنت أن تُغلق نافذتك!

مجلة الدعوة

صدِّق أو لا تصدِّق

يقول الدكتور محمد علي البار:

يبلغ معدل الإنتاج العالمي للدخان سيجارتين لكلِّ شخص على ظهر الأرض يوميًا، وتكفي هذه الكمية من السجائر لإبادة الجنس البشري عن آخره، لو أخذت محتويات هذه السجائر (المنتجة في يوم واحد) بطريق حقنها في الوريد.

وبما أنَّ هذه الكمية الهائلة من السجائر لا تتعاطَى إلاَّ بطريق التدخين، فإنَّ أضرارها على الصحة لا تأخذ شكلاً فجائيًا، وإنما يتدرَّج مفعولها يومًا بعد يوم، حتى تُحطِّم صحة الإنسان على مدى رُبع قرن من الزمان، ولعلَّ هذا من الأسباب التي جعلت الناس يتساهلون في محاربة التدخين، لأنهم لا يشعرون بمخاطره كما يشعرون مثلاً عندما ينتشر وباء الكوليرا أو الحمى الشوكية أو الجدري أو الطاعون، مع أنَّ هيئة الصحة العالمية تُقرِّر أنَّ الوفيات الناتجة عن التدخين في كل ِّعام هي أكثر من الوفيات الناتجة عن جميع هذه الأوبئة مجتمعة!

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا