ما هو فضل الهدية

قسم: معلومات عامة ما هو فضل الهدية » بواسطة عبد الرحمن - 1 يناير 2022

يقول مارتن لوثر إن المشاعر النبيلة لمن يقدم لنا الهدية تجعل الهدية لا تقدر بثمن  (Canfield and Others, 2005, p. 79 ). ورد في كتاب مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا الحديث التاليكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا“. وكان هذا الحديث تحت عنوان “الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ السَّخِيمَةَ وَتُورِثُ الْمَوَدَّةَ”. يدل العنوان السابق على أهمية الهدية في أفق العلاقات الاجتماعية ودورها في ترطيب القلوب وتحسين النفوس.

روى البخاري في الأدب المفرد في باب الكتابة إلى النساء وجوابهن عن عائشة بنت طلحة “قالت: قلت لعائشة وأنا في حجرها، وكان الناس يأتونها من كل مصر، فكان الشيوخ ينتابوني لمكاني منها، وكان الشباب يتأخوني [يتحروني ويقصدوني] فيهدون إلي ويكتبون إليّ من الأمصار، فأقول لعائشة: يا خالة هذا كتاب فلان وهديته، فتقول لي عائشة : أي بنية! فأجيبيه وأثيبيه؛ فإن لم يكن عندك ثواب أعطيتك، فقالت تعطيني” (البخاري، 2000 م، ص 406).

وعَرفت بلقيس أن الهدية وسيلة لتوثيق العلاقات واستكشاف الشخصيات. يقال أن بلقيس كانت ملكة سبأ وحكمت اليمن في القرن العاشر قبل الميلاد وأرسلت هديتها إلى سيدنا سليمان عليه السلام تصانعه بها {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} (النمل: 35). ورد في الحديث «تَهَادُوا تحَابُّوا»، وقيل “تهادوا فإن الـهدية تذهب السخيمة”، أي الحقد. لهذا قال العلماء “ومن فضل الهدية مع اتباع السنة أنها تزيل حزازات النفوس، وتكسب المهدي والمهدَى إليه رنّة في اللقاء والجلوس”. ومن الأمثال القديمة على لسان أمهاتنا “أنا غنية وأحب الهدية”. ولقد أحسن من قال:

هدايا الناس بعضهم لبعض       تُولِّد في قلوبهمُ الوِصَالاَ

وتزرعُ في الضمير هَوىً ووُدًّا      وتُكسبهمْ إذا حضروا جَمالاَ”

وقال غيره:

إنّ الهديّة حلوةٌ
تدني البعيد عن الهوى
  كالسّحر يختلب القلوب
حتى تصيّره قريبا”

وللهدية مجالاتها ومناسباتها وأسرارها منها:

  1. ربط الهدية بالمناسبات السارة. يوجد لدى أهل السويد قول مأثور يقول “المشاركة في الفرحة يضاعفها، والمشاركة في الأحزان يذهبها” (ماكجينيس، 2007م، ص 169).
  2. قدمي هدايا مفاجئة لوالدتك فليس هناك أسعد للقلب من هدية غير متوقعة.
  3. إذا حصلت جفوة طارئة فالهدايا تكون نافعة.
  4. اربطي الهدية بالنية الصالحة، والابتسامة الحانية، والمصافحة عند التلاقي، والمعانقة الحميمة، وعذب الكلام، وصدق الدعوات، فإن ذلك أدعى لدوام المحبة وأحرى لتمام المودة.
  5. هدية السفر عظيمة الأثر.
  6. تغليف الهدية، وحسن مظهرها، وجودة محتواها من وسائل الإحسان في الأعمال.
  7. الهدية الموفقة تنسي المريض مرضه، وتخفف أحزانه، وتضاعف سعادته.
  8. كل إنسان يعشق التكريم والمديح والثناء والعطاء لاسيما بحضور الناس وفي الأعياد.
  9. كوني مستمعة جيدة واكتشفي احتياجات والدتك المنزلية واجعلي هديتك تلبي احتياجاتها.
  10. تنويع الهدايا (ملابس، عطورات، تحف) تضفي المسرات على الحياة.
  11. الهداية الثقافية (شريط سمعي-كتاب في الفكر-قصص اجتماعية-كتب طبخ-أفلام سينمائية) من وسائل الرقي والارتقاء.
  12. الاستفادة من تجارب الصديقات في التفنن في شراء الهدايا لأمهاتهن من مداخل التجديد.
  13. الهدية من صنع اليد (حياكة الملابس-رسومات) بركة وإشاعة لجو النشاط والتنافس والإبداع. مواصلة صنع الأطعمة الشهية، والمأكولات الصحية دلالة على الحرص على إدخال السرور والغبطة.
  14. شراء هدية للأم كي تقدمها لصديقة من صديقاتها من آليات توثيق الروابط الاجتماعية وتوسيع نطاقها.
  15. إذا جاءت إليك هدية وأنت جالسة مع والدتك فاجعليها تنظر إليها فإن ذلك سيسعدها وإن كان يمكن اقتسام الهدية مع أمك فهذا خلق عظيم، ولهذا قالوا عن استحباب هذا الأدب «جلساؤكم شركاؤكم فـي الهدية»، «من أتته هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فـيها». فإذا جاءت لك هدية وأنت في مجلس مع أقربائك وأخلص أصحابك فيستحب أن تعطيهم بعضا من الهدية إذا كانت الهدية يمكن تقسيمها وتوزيعها فإن هذا الأدب الكريم يزيد في الوفاق والتـحاب وعلامة على بر الـجلـيس، وإكرام الصديق، وهذا كله من مـحاسن الأخلاق مع الناس عامة فكيف بأمك أحب الناس إليك.
  16. يحث الإسلام على إظهار المودة وترديد كلمات الحب وهذا من سمو أدب الإسلام في فهم مسارب النفس وأسرار العلاقات الاجتماعية. عن أنس رضي الله عنه قال: مرّ بالنبي رجل، فقال رجل: إني لأحبه في الله عزّ وجل، فقال النبي: «أَأَعْلَمْتَهُ»؟ قال: لا، قال: «فَأَعْلِمْهُ» قال: فلقيت الرجل فأعلمته، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له” . قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد. قال الشاعر:
قلت لمن أحبني
أحبك اللـه الذي
  في اللـه حب أهلـه
أحببتني لأجلـه
مضمون قد يهمك
أضف تعليقا