حماية سلامة وصحة المرأة العاملة في بيئة العمل

قسم: السلامة والبيئة حماية سلامة وصحة المرأة العاملة في بيئة العمل » بواسطة عبد الرحمن - 8 يناير 2022

حماية سلامة وصحة المرأة العاملة في بيئة العمل

هناك سـوء فهم شـائع بين الناس حول المرأة العاملة, وهو أنه بعيداً عن الاختلافات الإنجابية ( الحمل والولادة والإرضاع ) يتأثر العمال الرجال والنسـاء بشـكل متشـابه بمخاطر بيئة العمل ويحاول هؤلاء الناس التحكم والسـيطرة على مخاطر بيئة العمل من هذا المنطق ,ولذلك لابد لنا من أن ندرك احتياجات المرأة في مكان العمل .

اولا : إدراك احتياجات المرأة في مكان العمل

قبل أن نتعرف على المهن الخطرة على سلامة وصحة المرأة العاملة علينا الإجابة عن سؤال هام.

– لماذا تقـوم المنظمات العربية والدولية باسـتصدار اتفاقيات وأحكام خاصة بالمرأة العاملة ؟

صحيح أن الرجال والنسـاء في مكان العمل الواحد يتعرضون لمخاطر مهنية واحدة ويعانون من مشـاكل متشـابهة كثيرة إلا أنهم يختلفون جسـدياً ونفسـياً واجتماعياً وهرمونياً وفيزيولوجياً وأيضياً ، وعندما نناقش الاحتياجات الخاصة بالمرأة في إطار المخاطر التي تتعرض لها والمهام المنوطة بها يجب أن نأخذ بالاعتبار العوامل التالية:

  1.  التمييز بين الجنسـين
    هناك انفصال واضح بين ما تنص عليه المعايير والتشريعات وبين واقع عمل المرأة العربية حيث عدم المسـاواة في التعليم والتدريب وعدم المساواة في الوصول إلى الموارد المنتجة وعدم التكافؤ في الأجر والتمييز على أساس النوع في تقسيم الوظائف . ويعد التمييز أحد عوامل الإجهاد المهني المرتبط بالجنس الذي يتظاهر بأعراض نفسـية لها انعكاسـات عضوية متعددة .
  2. الوظائف الإنجابية كالحمل و الولادة والإرضاع:
    هناك عوامل كثيرة في بيئة العمل يمكن أن تؤثر في الصحة الإنجابية للمرأة وصحة الطفل والجنين . وتسـمى هذه العوامل المخاطر الإنجابية : مثل التعرض للعوامل الفيزيائية والكيميائية وبعض المخاطر الحيوية كالفيروسات والحمات والجراثيم التي تؤثر على الأم والطفل وكذلك الإجهاد النفسـي والجسـدي المتراكم والطويل الأمد.وسنتوسع لاحقاً في تأثير هذه المخاطر على الوظائف الإنجابية.
  3.  الفوارق الفيزيولوجية وتأثيرها على بلوغ المسـتوى الصحي المرجو وإمكانية التعرض للأخطار الصحية والمهنية .
    تختلف الطبيعة التشريحية والفيزيولوجية لأعضاء وأجهزة المرأة عن الرجل مما ينعكس على قابلية التأثر بعدد كبير من مخاطر بيئة العمل وسنركز في هذه الورقة على بعض هذه الفوارق.
  4. العنف المعتمد على الجنـس :
    وهو منتشـر على جميع المستويات المهنية ويكثر انتشاره في المستويات المتدنية حيث تتركز أعداد كبيرة من النسـاء ويكثر احتمـال تعرضهن للاعتداء ( الجسدي – الجنسي – النفسي – المادي ). وللعنف آثار اجتماعية وصحية خطيرة قد تؤدي إلى الاكتئاب أو الانتحار أو أمراض منقولة عن طريق الجنس أو التفكك الأسـري .
  5.  الفقر أو الخوف منه:
    وخاصةً لدى الأمهات اللواتي يتحملن وحدهن مسـؤولية الأسـرة . وتشـير الإحصائيات إلى أن نسـب هذه الأسـر قد تزايدت في العالم العربي فقد بلغت في لبنان ( 20 % ) وفي مصر ( 16.7 – 20%) أما في المغرب وصلت نسبة الأسـر الفقيرة التي تعولها امرأة إلى (59.5%) وتشـير دراسـة أجريت عام ( 2003 ) إلى أن واحدة من كل ( 19 ) أسـرة في كل من ( الجزائر – مصر – السودان – تونس – اليمن ) تعولها امرأة.
  6. فجوة الدعم الموجه للجنسـين :
    من أبرز الدراسـات التي رصدت موقف المجتمعات العربية من قضية عمل المرأة “مسـح القيم العالمي ” الذي أظهر أن موقف العرب ما زال متردداً حيال المسـاواة بين النسـاء والرجال فهناك تأييد للمسـاواة في مجال التعليم وهو ما يؤكده ارتفاع معدلات التحاق الفتيات بالتعليم ويتراجع هذا التأييد عند الحديث عن المسـاواة في مجال العمل حيث أعربوا أنه عند قلة فرص العمل يجب أن يكون للرجال أولوية في العمـل .
    وهنا يجب التمييز بين الفوارق الفيزيولوجية والإرث الاجتماعي بين النسـاء والرجال فالفوارق الاجتماعية مكتسـبة وقابلة للتغيير مع الوقت وتختلف باختلاف الثقافات المجتمعية .
    فالمرأة العربية تقوم بتحمل مسـؤوليات المنزل وخدمات الرعاية الاجتماعية ( رعاية الأطفال والزوج وكبار السن ) إضافةً إلى العمل خارج المنزل الذي يجعلها في ورديات عمل مسـتمرة طوال اليوم ويجعلها في خطر محتمل مضاعف يكون الفارق الجنسـي العامل الأسـاسـي فيه .
  7. التعميـر:

وهو عامل يؤثر بأمنهن الاجتماعي على المدى الطويل واحتياجاتهن الصحية . ففي الدول الصناعية متوسـط العمر المتوقع للنسـاء أعلى من الرجال وهذه السـنوات الإضافية يفسـدها تكرار الأمراض المزمنة والإعاقة ومعظمها قابل للوقايـة. إلا أن معظم النسـاء لا يعرفن سـوى القليل عن المخاطر الصحية والمهنيـة التي يواجهنها والتدابير الواجب اتخاذها للتحكم بالأخطار وحماية أنفسـهن.

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا