حكم التدخين فى الدين

قسم: أبحاث علمية حكم التدخين فى الدين » بواسطة محمود الاسوانى - 1 يناير 2022

أخي الحبيب

هل يشكُّ عاقل في تحريم التدخين بعدما ثبت احتواؤه على سموم وغازات ومواد قاتلة؟

وقد يقول قائل: وهل يوجد في القرآن أو السنة ما يدلُّ على تحريم الدخان؟

والجواب: نعم، فهناك كثيرٌ من الآيات والأحاديث التي تقضي بتحريم التدخين بيعًا وشراءً واستخدامًا بأيِّ وجهٍ كان، ومن ذلك:

1- أنَّ الدخان خبيث لا يشكُّ في خبثه عاقل، وقد حرَّم الله الخبائث بقوله: }وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ{ [الأعراف: 157]، وقال تعالى: }وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ{ [النساء: 2].

2- والتدخين إهلاك للنفس وقد قال تعالى: }وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ{ [البقرة: 195].

3- والتدخين إسراف وتبذير، والله سبحانه يقول: }وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ{ [الإسراء: 26، 27] وقال سبحانه }وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{ [الأعراف: 31].

4- والدخان قتل للنفس ولو على المدى البعيد، والله تعالى يقول: }وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا{ [النساء: 29].

5- والدخان إيذاء لعباد الله، والله تعالى يقول: }وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا{ [الأحزاب: 58].

6- والدخان ضرر على النفس والمجتمع والأمَّة، والنبي e قال: «لا ضرر ولا ضرار».

وساوس وشبهات

قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله:

وليس لأحد أن يتشبَّث بالمطالبة بذكر دليل خاص على تحريم الدخان بخصوصه غير قانع بعموم النصوص، إلاَّ أن يكون قاصر النظر ضعيف الفكر جاهلاً بمصادر الشريعة والاستفادة منها؛ فإنَّ الأدلَّة الشرعية كما تجيء جزئية أحيانًا، تجيء كثيرًا قواعد كلية، يتعرَّف منها أحكام الجزئيات التي تتضمَّنها وتندرج تحتها، وإن طالب الحقَّ الباحث عنه لا يقف في سبيله مثل هذه الشبهة، إنما يتعلَّل بذلك من غلبته نفسه، واستمكنت منه العادة؛ فكان أسيرًا لها، واستهواه الشيطان فاتخذه إمامًا له، يُزيِّن له الخبائث ويُحبِّبها إلى نفسه، ويزيغ قلبه بما يلقيه من الوساوس والشبه الزائغة ا ﻫ.

وقد ذهب إلى تحريم التدخين جميع علماء هذه البلاد، منهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وسماحة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمهم الله جميعًا، ولهم فتاوى في ذلك.

([1]) رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا