تعريف الفروق الفردية

قسم: معلومات عامة تعريف الفروق الفردية » بواسطة محمود الاسوانى - 17 مارس 2022
الفروق الفردية

الفروق الفردية

تدرك الفروق الفردية بين الأفراد وبين الجماعات وقد تكون بسيطة بالحس الفطري Common Sence وقد تكون معقدة لا يدركها إلا الخبير المتمرس .

وهى تنقسم إلى :

  1. فروق من حيث النوع : يتفاوت الناس فيما بينهم في الطول والوزن ولون العينين ولون البشرة ، وكذلك في القدرة على إنجاز عمل ما من حيث الوقت (السرعة) أو الدقة في الإنجاز ، ويتعاونون أيضًا في المزاج فهذا انبساطي بينما الآخر انطوائي ، وهذا صاحب نكته مقبل على الحياة ، بينما الآخر مدبر عنها ، وهذا مطمئن سعيد بينما الآخر قلق تعس ، وهذا ردود فعله سريعة بينما الآخر ردود فعله بطيئة ، وهذا مسترخ بينما الآخر متوتر ، مثل هذه الفروق البسيطة والعامة تدرك بسهولة ويسر كما ذكرنا قبل ذلك .
  2. فروق من حيث الكم : وهناك تفاوت من حيث الكم أيضًا ، أو شدة الخاصية ، فالناس يتفاوتون في الذكاء فهذا متخلف وذلك غبى ، وثالث متوسط ، ورابع ذكى وخامس ذكى جدًا وسادس عبقري ، وتبعًا لذلك يتفاوتون في كل أداء ذى علاقة وثيقة بالقدرة العقلية ، وهم يتفاوتون أيضًا في قدراتهم الخاصة كالقدرة على التفكير اللفظي ، والقدرة العددية والقدرة على الإدراك المكاني ، والقدرة اللغوية .

والناس يتفاوتون في سماتهم الشخصية وفي اتجاهاتهم وفي أولويات سلم القيم لديهم ، وفي قدرتهم على التحصيل الدراسي وفي مدى توافقهم مع أنفسهم ومع مجتمعهم … الخ .

مثل هذه الفروق لا يدركها ولا يستطيع تحديد مداها إلا من كان له دراية بالقياس والإحصاء النفسي .

ولذا فإن الفروق الفردية بين الأفراد وبين الجماعات وداخل الفرد الواحد مسلمة ، إلا أن مدى هذه الفروق قد يتسع لتصبح الفروق أكثر وضوحًا واسهل للملاحظة كما هو الحال بين المجموعات المتطرفة في القدرات أو في السمات .

فالمدى بين المتخلفين عقليًا والمتفوقين عقليًا واسع لدرجة يسهل تمييز هؤلاء عن أولئك ، والمدى واسع ايضًا بين من تنطبق عليهم سمة الاجتماعية وبين من تنطبق عليهم سمة المحافظة ، وبالمثل المتخلفون دراسيًا ، والمتفوقون دراسيًا ، ونحن نتعامل مع هؤلاء الأفراد (الجماعات) كأنهم جماعة واحدة لا فروق بينهم فهم يتشابهون أكثر من كونهم مختلفين .

ويختلف الأفراد في مستوياتهم العقلية اختلافًا كبيرًا فمنهم العبقري والمتوسط والابله ، وهكذا تختلف نسبة الذكاء من فرد لآخر .

وقد تطور البحث في الفروق الفردية حتى أصبح علمًا له أصوله ومناهجه ، وتشعبت ميادين هذا العلم حتى شملت الشخصية الإنسانية .

معنى الفروق الفردية

أدرك الإنسان منذ القدم معنى الفروق الفردية واهميتها في بناء المجتمع ، وأهميتها في حياته وحياة الجماعة التي ينتمي إليها والعشيرة التي ينحدر منها ، إلى حياة الكائنات المختلفة التي تحيط به ، فوجد اختلافات بين الحيوانات وكذلك الطيور ، والنباتات ، وقد اكتشف المعارك الضارية التي تقوم بين الطيور في صراع الزعامة ، وهكذا بدأ الإنسان يدرك الفرو الفردية بين هذه الطيور في ظاهرة السيطرة والخضوع .

الخلاصــــة :

يستفاد مما سبق أن هذه الفروق الفردية هى التي تعطي للحياة معنى وتحدد وظائف أفرادها ، وعندما لا تصلح جميعًا إلا لمهنة واحدة ، تنهار النهضة الصناعية للدولة وعندما نولد بنسبة ذكاء واحدة، يختفي مفهوم الذكاء نفسه لأنه لن يصبح بعد ذلك صفة تميز فرد عن آخر وتحدد له آفاق جديدة لانتاجه، وميدان نشاطه ومجال عمله .

تعريف الفروق الفردية

هى الانحرافات الفردية عن المتوسط الجماعي في الصفات المختلفة وقد يضيق مدى هذه الفروق أو يتسع عن المتوسط الجماعي في الصفات المختلفة .

وهى بهذا المعنى مقياس عام لمدى الاختلاف القائم بين الناس في صفة مشتركة .

تعريف دريفر Drever للفروق الفردية :

هى الانحرافات الفردية عن المتوسط الجماعي في الصفات المختلفة .

وفي تعريف آخر للفروق الفردية هى انحرافات فردية عن متوسط المجموعة في صفة أخرى جسمية كانت ام نفسية .

تعريف شامل للفروق الفردية

وترى الباحة قصور هذه التعاريف لأنهما يحددا مستويين للفروق هما (فوق المتوسط وتحت المتوسط) ، بالإضافة لعدم تفسيره للفروق داخل الفرد الواحد .

ولذلك تعرف الفروق الفردية بأنها هى الاختلاف في درجة وجود الصفة (جسمية أم نفسية) لدى الأفراد ، مقاسه بالدرجة المئينية إذا كان الهدف هو معرف الفروق بين الأفراد وتحديد مستوى كل فرد في صفة معينة ، مقاسه بالدرج المعيارية إذا كان الهدف هو معرف الفروق داخل الفرد في أكثر من صفة لأنه من خصائص الدرجات المعيارية لأى توزيع تكراري أن متوسطها يساوي صفرًا وانحرافها المعياري يساوي واحد .

وتعتبر مشكلة الفروق الفردية مهمة في تفسير الكثير منالاختلافات في مظاهر السلوك الإنساني والدراسات النفسية لمعظم الظاهرات النفسية في التعلم مثلا او النمو وذلك لاختلاف كل الظاهرات النفسية في التعلم مثلا أو النمو وذلك لاختلاف كل فرد عن الآخر لأسباب عديدة هى :

  • خصائصه الفردية التي ورثها .
  • خبراته التي مر بها في حياته المنزلية والمدرسية والثقافية والعملية ويهتم العلم بدراسة الفروق بين الأفراد كما يهتم بدراسة الفروق القائمة بين الجماعات والشعوب ، ولا تقتصر ظاهرة الفروق الفردية على الجنس البشري بل يمكن ان نلاحظها على جميع الجنس البشري ، وكذلك جميع الكائنات الحية حيث لا يوجد فردين يستجيبان للمثيرات الواحدة بنفس الطريقة حيث توجد فروق في قدراتهم وأحوالهم الانتقالية وغيرها داخل هذه الحدود .

وسائل قياس الفروق الفردية

أشار إبراهيم وجيه (1973) أن الوسيلة الأساسية لدراسة الفروق الفردية بين الأفراد والتعرف على مستوى قدراتهم ودرجة نموهم هى (الاختبارات النفسية) .

ولــــــــذا 

فالاختبار النفسي الذي يستخدم لهذا الغرض هو عبارة عن مجموعة مرتبة من الأسئلة تعد لتقيس بطريقة كمية نوعًا محددًا من الصفات أو الخصائص النفسية ويعطي نوعًا من الدرجات أو التقديرات التي يمكن على أساسها التعرف على قدرة الفرد في الصفة أو الخاصية المعينة التي يقيسها الاختبار أو درج توافرها فيه وعلى أساسها نفرق بينه وبين غيره من الأفراد معتمدًا على عدد من المفاهيم والنتائج الإحصائية الأساسية التي لابد من الإلمام بها لكى يستطيع التعرف على شروط ههذ الاختبارات ويطمئن على سلامتها وسلامة نتائجها المستمدة منها .

وتشمل الاختبارا النفسية أنواعًا رئيسية ثلاث هى :

  1. اختبارات القدرات العقلية : مثل اختبارات الذكاء – واختبارات القدرات الخاصة كالقدرة الميكانيكية والقدرة الفنية والقدرة الكتابية …… الخ .
  2. الختبارات الشخصية : وتشمل الاختبارا التي تقيس سمات الشخصية مثل اختبارات الثبات الانفعالي والمثابرة والانطواء والسيطرة …. الخ ، وكذلك اختبارات الميول والاتجاهات والقيم .
  3. اختبارات التحصيل : وهى تشمل أنواع الاختبارات التي تهدف إلى قياس أثر الدراسة أو التدريب بالنسبة لموضوعات أو مواد معينة مثل اختبارات التحصيل في الطبيعة والكيمياء والجغرافيا إلى غير ذلك من مواد الدراسة .

ولكن دراسة هذه الأنواع من الاختبارات وما يسفر عن استخدامها من نتائج ترتبط بالقدرات أو سمات الشخصية أو نواحي التحصيل أو غيرها ، تعتمد على عدد من المفاهيم والمناهج الإحصائية الأساسية التي لابد من الإلمام بها حتى تستطيع التعرف على شروط هذه الاختبارات ، وحتى نطمئن إلى سلامتها وسلامة النتائج المستمدة منها ، فالاختبارات كوسيلة لقياس الظواهر النفسية تختلف اختلافا كبيرًا عن وسائل القياس المستخدمة في العلوم الطبيعية ذلك لأن العوامل المؤثرة في الظواهر النفسية أكثر عددًا وتداخلاً وقابلية للتغير .

قياس الذكاء

لابد من تطبيق بطارية من الاختبارا النفسية على أن نحصل على نتائج مشابهة من اختباراتنا النفسية ، وهو ما يعرف في القياس النفسي بمشكلة الثبات .

ويقال إن هذه المقاييس صادقة لأنها تقيس ظواهر معينة لا تتعداها كغيرها ولهذا أيضًا تكون اختباراتنا النفسية صادقة كذلك ، بمعنى ان نقيس ظواهر السلوك التي وضعت من أجل قياسها ولا تتدخل في وظائفها .

وقد بدأت دراسة الفروق الفردية بين الأفراد بطريقة منظمة وقياسها بوسائل علمية دقيقة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، وقد كانت لهذه الدراسات أهمية عظيمة في كثير من الميادين وأصبح رجال الصناعة والتجارة والخدمات ورجال الإدارة والمتهمين من أهل الفكر يدركون ضرورة الاهتمام بمراعاة الفروق الفردية سواء عند اختيار الأفراد للعمل المناسب أو تدريبهم أو تحديد أجورهم أو ترقيتهم أو نقلهم من عمل إلى آخر ، لأن إهمال الفروق الفردية بين الأفراد رجال ونساء – كبار وصغار من فوارق جسمية وعقلية ومزاجية واجتماعية له أسوأ الأثر على الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه ، وينتج عن ذلك هبوط مستوى الإنتاج واضطراب في الصحة النفسية للفرد الذي يكلفة القيام بعمل دراسة لا يقوى عليها أو يميل إليها وفساد للعلاقات الإنسانية بالإضافة إلى ما يصيب الاقتصاد والنظام الاجتماعي من تخلف في المجالات المختلفة الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء .

ولذلك يجب دراسة الفروق الفردية كما يلي :

يختلف الأفراد من حيث الاستعدادات والقدرات العقلية والميول والسمات الشخصية وهذه الاختلافات ظاهرة طبيعية واضحة لحكمة أرادها الله – سبحانه وتعالى – لنتمكن من إتقان العمل الجماعي والوصول به إلى كفاية أكبر لأن كل عمل ومهنة من المهن تتطلب علم وخبرة ، وأنه من واجب الإدارة أن تحدد التناسب الفعال بين الأفراد وعمله أى وضع الفرد المناسب في العمل المناسب وهذا يرجع إلى الفروق الفردية القائمة بين الأفراد وسواء كان من الواجب خلق التناسب أو التوافق بين الفرد والعمل أو جعل العمل مناسبًا لكل شخص .

تفسير الاختلافات الفردية

يوجد لدى كل فرد مجموعة من المميزات الطبيعية والمكتسبة والتي تجعل الفرد ممتازًا في عمل ومتوسط في عمل آخر – ودون ذلك في عمل ثالث وهكذا ، وقد ظهر في هذا المجال نظريتان هما :

النظرية الأولى :

تشير إلى أن جميع الأفراد يولدون ولهم مقدرة ذهنية وجسمانية واحدة وأن الاختلافات بين الأفراد إنما هى نيجة للاختلاف في التربية التي يتلقاها الفرد وطبيعة البيئة التي يعيش فيها .

مثال ذلك : فردين من أم وأب واحد .. ورغم نشأتهما في نفس البيئة وتحصيلهما لنفس الثقافة إلا أنه يوجد بينهما اختلاف كبير .

النظرية الثانية :

تعترف أن الاختلافات بين الأفراد شىء طبيعي كما أشار الفيلسوف بلاتو Plato في كتابه الجمهورية ، يوجد فردان يولدان في نفس الظروف تمامًا – وأن كل منهما يختلف عن الاخر في إمكانياته الطبيعية مثل :

درجة الذكاء – الإبصار – السمع – الطول – القصر – ضعف الصحة العامة …. وما شابه ذلك ن وأن المؤهلات المكتسبة تنقل الفرد بإمكانياته الطبيعية ولكنها لا تغيرها .

الخلاصة :

يتضح مما سبق أن الاختلافات أو الفروق الفردية بين الأفراد هى حقيقة قائمة ، وأن عمليات التعلم والتدريب والتثقيف هذه العوامل وغيرها يؤدي إلى التحكم في درج الفروق لكنها لا تنشئها أو تغيرها.

أنواع الفروق الفردية

هناك نوعين من الفروق الفردية هما :

  • الفروق في النوع : يوجد بين الصفات المختلفة مثل الطول والوزن ، ولا يمكن مقارنتها حيث أن الطول يقاس بالسنتيمتر ، والوزن يقاس بالجرام ، وكذلك الثقة بالنفس ، والذكاء فرق في النوع ، ولا يمكن المقارنة بينهما لأنه لا توجد وحدة قياس مشتركة .
  • الفروق في الدرجة : أما الفروق في أى صفة واحدة بين الأفراد فهى فروق في الدرجة وليست فروقًا في النوع مثل الطول والقصر والذكاء لقياسهم بمقياس واحد .

التنظيم الهرمي للفروق الفردية :

تتوزع درجات الأفراد وفي رسم بيان شهير يطلق عليه المنحنى الاعتدالي .

وفي وسط هذا المنحنى نجد ما يساوي 68.26% من أفراد أى عينة عشوائية يحصل أفرادها على درجات متوسطة .

بينما نجد في احد طرفى المنحنى المتفوقين عقليًا بنسبة لا تتجاوز 2.14% وفي الطرف الآخر نجد المتخلفين عقليًا بنسبة لا تتجاوز أيضًا 2.14% وقد استقر علماء النفس على تصور توزيع فئات نسب الذكاء كما يتضح من الرسم البياني الحالي الذي يبين تمثيل التوزيع التكراري للمنحنى الاعتدال وتوزيع نسب الذكاء في المجتمع (بصفة عامة).

الشكل رقم (20) لرسم بياني يوضح تمثيل التوزيع التكراري للمنحنى الاعتدائي وتوزيع نسب الذكاء في المجتمع (بصفة عامة).

حيث يتخذ المنحنى الاعتدالي مقياسًا تقاس به نتائج المقاييس التي تحاول قياس الفروق بين الأفراد في أى مجموعة ، إذ يتوقع أصحاب المقاييس النفسية ، أن تكون نتائج مقاييسهم قريبة في توزيعها من هذا المنحنى المثالي وهو منحنى فرضى .

ويفترض أن كل السمات في البشر تتوزع درجاتها في الأفراد تبعًا لهذا الشكل حيث تتركز معظم الحالات في الوسط – وتقل تدريجيا كلما اتجهنا نحو الطرفين ويكون متوسط الدرجات في هذا التوزيع عند نقطة التقاء عمود ساقط من قمته إلى قاعدته أى يقع في الوسط في منتصف الخط تمامًا .

ومن دراسة خصائص هذا المنحنى

  • نجد أن أغلب الأفراد (بنسبة 68.26%) من المجموعة يتراكمون حول المتوسط أى أنهم متوسطوا الذكاء .
  • وكلما اتجهنا إلى أطراف المنحنى ، وابتعدنا عن المتوسط تناقصت هذه النسبة بصورة تدريجية حتى نصل في نهايتها إلى مجموعة العباقرة في الطرف الأيمن ومجموعة المتخلفين في الطرف الأيسر .

فعلى الطرف الأيمن من المنحنى تنزع الدرجات إلى الارتفاع حيث نجد 13.59% من أفراد المجموعة درجاتهم أعلى من المتوسط ، يليهم 2.14% يمثلون العباقرة يليهم أيضًا 0.14% موهوبين .

وعلى الطرف الأيسر تنزع الدرجات إلى الانخفاض الأقل من المتوسط ثم الفئة الدنيا من حيث معدلات الذكاء (المتخلفون بنفس النسب السابقة على التوالي ولا تصل معظم المقاييس في نتائجها إلى هذا المنحنى المثالي ، ولكنها تقترب منه – وإذا أدت النتائج إلى منحنيات تختلف عنه دل ذلك على خطأ فني او وجود أثر عوامل خاصة .

التوزيع النظري لدرجات اختبارات الذكاء على المنحنى الاعتدالي :

1 ) فئة متوسطي الذكاء :

تتراوح نسب ذكاء أفرادها ما بين (90-110) وهؤلاء يمكنهم الحصول على مؤهل جامعي أو دون الجامعي وأداء الأعمال العقلية ، والمهنية والحياتية العادية .

2 ) فئات التفوق العقلي : وهؤلاء يتوزعون كما يلي :

( أ ) ( 110 – 120 ) نسب ذكائهم أعلى من المتوسط – وهؤلاء يمكنهم الحصول على شهادة جامعية والتفوق في مجالات الحياة إذا كانت دافعيتهم قوية وظروفهم الحياتية ملائمة .

(ب) ( 120 – 150 ) نسبة ذكائهم تضعهم ضمن المتفوقي عقليًا الذين يمكنهم تحقيق انجازات هامة ومبتكرة في مجالات الأدب – والفن والعلم والحياة الاجتماعية .

(جـ) أكثر من (150) وهؤلاء هم العباقرة والموهوبين .

3 ) فئات التخلف العقلي : وهؤلاء يتوزعون كما يلي :

( أ ) من ( 70 – 90 ) وهؤلاء من فئة بطيئ التعلم والفئات الحدية Border Line الذين غالبًا ما يتعثرون في دراساتهم ويمكنهم إنجاز بعض الأعمال المناسبة لقدراتهم .

(ب) من ( 51 – 70 ) وهؤلاء هم المتخلفون عقليًا من فئة المورون أو التخلف العقلي البسيط الذين يمكنهم الحصول على تعليم مدرسى منظم بالوسائل المناسبة في مستوى الصف الرابع الابتدائي على الأكثر ومزاولة إحدى المهن مثل “السجاد – والنجارة – والجلود – بعد تدريب مهني مكثف”.

(جـ) من ( 26 – 51 ) وهؤلاء هم المتخلفون عقليًا من فئة البله أو التخلف العقلي المتوسط وهؤلاء يمكنهم الاعتماد على أنفسهم في قضاء أمور حياتهم اليومية ، ولكنهم لا يمكنهم ممارسة مهنة من المهن إلا تحت إشراف علمي دقيق .

( د) أما الأقل من ( 25 ) فهم المتخلفون عقليًا من فئة المعتوهين أو التخلف العقلي الشديد ، ويسمون ايضًا حالات العزل في مؤسسات خاصة تحت الاشراف الدقيق حتى لا يؤذون أنفسهم أو يضرون بغيرهم.

ولــــــــذا

فإن فئتى المتفوقون عقليًا ، والمتخلفون عقليًا يمثلون طرفى المنحنى الاعتدالي .

كما يتضح من الرسم ايضًا ما يلي

  1. يأخذ توزيع نسب الذكاء الشكل الجرسي لكل مجموعة كبيرة غير منتقاه من الأفراد ، بحيث نجد نسبة صغيرة من العباقرة وما يقرب من هذه النسب من المعتوهين والمتخلفين عقليًا ، أما البقية فيوزعون على مستويات الذكاء المختلفة في تركيز غالبية الأفراد حول الذكاء المتوسط .
  2. يميل التوزيع إلى الثبات فيما يتعلق بمستويات الذكاء المختلفة مهما حاولت بعض الشعوب أن تزيد من نسب الأذكياء في المجتمع .

وتستطيع بمجموعة من الاختبارات الثابتة الصادقة المقنعة على عدد كبير من السكان أن تشخص هذا التفاوت بدقة وفقًا للقدرة التي عبر عنها أدائيًا في مجموعة الاختبارات ، وأن يوجه هذا الشخص نحو التعليم الذي يتفق مع ما عبر عنه قدرة في المقاييس المختلفة .

وجدير بالذكر أن هذا التوزيع الاعتدالي ليس قاصرًا على الذكاء فقط وإنما يسري على جميع السمات والخصائص الانسانية الأخرى .

حيث يفترض من الناحية الاحصائية أن هذه السمات سواء كانت جسمية (كالطول والوزن … الخ) أو عقلية (كالتذكر والذكاء … الخ) أو مزاجية (كالاتزان الانفعالي أو الثقة بالنفس … الخ) وغيرها من الصفات تتوزع بين الناس توزيعًا اعتداليا منتظمًا .

ومن خصائص هذا التوزيع أيضًا أنه توزيع متصل ، أى أنه يمثل جميع درجات الصفة ومستوياتها من أدناها إلى أعلاها دون وجود ثغرات أو فجوات بين أجزائه  ، فنحن لانستطيع تقسيم الأفراد تقسيمًا ثنائيًا إلى طول وقصر ، أو أذكياء ومتخلفون عقليًا فقط أو منطويين ومنبسطين أو أصحاء ومرضى فحسب ، وإنما يندرج الأفراد فيما بين طرفى كل صفة من مستوى إلى مستوى فمن حيث الطول والقصر يوجد العمالقة ومن هم أعل في طولهم من المتوسط ، ومن هم متوسطون ومن هم دون المتوسط ، ومن هم أقزام …. وهكذا في بقية الصفات والخصائص .

مظاهر الفروق الفردية

يميز علماء النفس بين مظهرين للفروق الفردية هما :

  • الفروق داخل الأفراد : وهى فروق في نوع الصفة .

نجد أن الفرد الواحد لا يتساوى فيه جميع القدرات أو السمات لأن هناك تغيرات تطرأ على القدرات والسمات المختلفة مع مرور الزمن وهذه التغيرات قد تجعله يختلف عن نفسه من مرحلة إلى أخرى .

مثال ذلك :

إذا قسمنا السمات والقدرات العقلية المختلفة لدى الفرد لا نجدها في مستوى واحد أو درجة واحدة ، فقد يكون مستوى قدرة ما عند الفرد متوسطًا بينما يكون ممتازًا في قدرة أخرى .

  • الفروق بين الأفراد : أى فروق في درجة وجودها

وهى عبارة عن الاختلافات التي نلاحظها بين الأفراد في مختلف القدرات العقلية والسمات الانفعالية ، وهى فروق في الدرجة وليست فروقًا في النوع .

وتعرف الفروق الفردية : بأنها عبارة عن الانحرافات الفردية عن متوسط المجموعة وقد يكون مدى هذه الفروق كبيرًا أو صغيرًا .

الخصائص العامة للفروق الفردية

أولاً : المدى :

هو أبسط مقاييس التباين في علم الإحصاء إلا أنه ليس دقيقًا .

ويعرف مدى الفروق الفردية في معناه العام : بأنه الفرق بين أقل درجة وأعلى درجة في توزيع أى صفة من الصفات وقد لجأ الدارسون لطريقة دقيقة في القياس وهى :

الانحراف المعياري : وهو عبارة عن مقياس لمقارنة تشتيت الفروق الفردية في الجماعات المختلفة .

ثانيًا : المنحنى الاعتدالي :

  • أن غالبية الدرجات أو الأفراد يتركزون حول منتصف (الوسط) المنحنى .
  • أن المنحنى متماثل من على الجانبين بحيث يحتوي كل من نصفيه المتماثلين على 50% من الدرجات وتقل الدرجات كلما اتجهنا الى اليمين أو الى اليسار .
  • أن جميع المقاييس الإحصائية التي تقيس النزعة المركزية أى المتوسط الحسابي الوسيط ، المنوال، قيمتها واحدة .

وقد لوحظ أن أكبر تشتيت للفروق الفردية يوجد بين السمات الانفعالية للفرد يليها الفروق في القدرات العقلية – وأقل مدى يوجد في الفروق في الصفات الجسمية .

معدل ثبات الفروق الفردية

تخضع الفروق الفردية للتغير أثناء مراحل النمو على درجات مختلفة في مختلف الصفات الشخصية ، فنجد أكثر معدل لثبات الفروق الفردية في الصفات الانفعالية وذلك لأنها أكثر تأثرًا بالعوامل الثقافية والبيئية .

أهمية دراسة الفروق الفردية

  1. ضرورة معرفة نواحي تشابه الأفراد ونواحي اختلافهم ، بمعنى ضرورة معرفة النواحي الثابتة في الإنسان والنواحي التي يتميز فيها كل فرد عن الآخر .
  2. تتطلب الحياة في شتى مظاهها تصنيف الأفراد وتقويمهم ولا يمكن أن يتم ذلك إلا إذا وضعنا في اعتبارنا أن الأفراد يختلفون فيما بينهم وأن هذه الاختلافات أو الفروق هى التي تجعل كل فرد منهم يناسب دورًا اجتماعيًا معينا أكثر مما يناسبه غيره من الأدوار .

مثال ذلك : اختيار الكلية بالدراسة ، واختيار مهنة من المهن ، اختيار عامل لوظيفة معينة في مصنع ، واختيار طالب لكلية عسكرية .

  1. أن الأسس الخاصة بالتدريس والتمرين والتي يعدها المسئولون في شتى قطاعات العمل والانتاج تتطلب معرفة الاختلافات التي توجد بين كل فرد وآخر حتى يحدد له مستوى التدريب والتمرين الذي يناسبه .
  2. تتطلب عمليات التوجيه التربوي والمهني أساسًا معرفة الفروق والاختلافات التي توجد بين الأفراد من أجل تحقيق مبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب .

العوامل المؤثرة في الفروق الفردية

تتأثر الفروق العقلية في نشأتها ونموها بعوامل مختلفة أهمها الوراثة والبيئة العائلية والعمر الزمني والجنس ذكرا كان أم انثى والمستوى الذي ترقى إليه العمليات العقلية في نشاطها المعرفي ومن أهم العوامل المؤثرة في الفروق الفردية للفرد هى :

  • الوراثة :

تقوم الفروق العقلية على التفاعل المستمر بين المحددات التكوينية والمتغيرا البيئية بين الوراثة والبيئة .

وحيث أن الذكاء هو أهم القدرات العقلية المعرفية لأنه يحيط بها جميعا ويؤلف منها نسقا متصلا متكاملا .

وقد اتضح من التجارب والأبحاث ما يلي :

إن القوائم المتناظرة تتشابه إلى حد كبير في صفاتها الوراثية ومن الأبحاث التي أثبتت أثر الوراثة في تحديد نسب الذكاء بحث هرندون Herndon (1954) الذي اثبت أن الذكاء يمتد من 50% إلى 75% وهذه النتيجة تؤكد إلى حد كبير نتائج البحث الذي قامت به بركز عام (1928) والذي وضحت فيه أن أثر الوراثة في تحديد نسب الذكاء يصل إلى 75%.

وقد أكدت ابحاث أزنك Eysenck وبريل Prell التي أجراها عام (1951) أن سمات الشخصية تخضع هى الأخرى لنفس تلك النسبة في تأثرها بالمحددات الوراثية .

وهكذا نرى أن الوراثة تحدد المستويات العقلية والسمات المختلفة للشخصية ، ونرى أيضًا أثرها في تمايز الفروق العقلية القائمة بين الأفراد .

وبذلك نجد أن الوراثة للمستويات العليا – الصفات المختلفة التي يمكن أن يصل إليها الفرد لو توافرت لديه البيئة المناسبة تظهر تلك المستويات .

  • البيئة العائلية :

وجد بعض الباحثين أن لعدد أطفال الأسرة علاقة بمستويات الفروق الفردية العقلية ، فأطفال العائلات الكبيرة أقل في مستوياتهم العقلية من أطفال العائلات الصغيرة ، وقد توصلت نتائج البحث إلى أن آباء العائلات الكبيرة أقل في مستوياتهم العقلية من آباء العائلات الصغيرة .

أى أن هناك علاقة بين ذكاء الآباء وعدد ما ينجحون من الأطفال ولهذه العلاقة أثرها المباشر في تفوق أطفال العائلات الصغيرة على أطفال العائلات الكبيرة وخاصة مستوياتهم العقلية .

وتدل الأبحاث التي اجراها جيزل & Gesell لورد Lord على الأطفال فيما قبل المدرسة الابتدائية ، على أن أطفال البيئات الاجتماعية الاقتصادية العليا يتكلمون أسرع واقوى من اطفال البيئات الاجتماعية الاقتصادية الدنيا .

وهكذا ندرك أثر المستوى الاجتماعي الاقتصادي للأسرة على الفروق العقلية القائمة من الأفراد .

  • العمر الزمني :

كلما زاد عمر الفرد زاد تبعًا لذلك مدى هذه الفروق ، وتؤدي هذه الفكرة إلى توجيه بعض الأفراد للمراحل التعليمية المختلفة وللمهن والحرف والصناعات المتناسبة لهم ، ويتأثر النمو العقلي بالمستويات العقلية المختلفة ويقف مبكرًا عند ضعاف العقول ، ويعتدل عند العاديين ويسرع عند الممتازين .

  • الجنس :

تتأثر الفروق العقلية بين الناس بالجنس أى بالذكورة والأنوثة ، وقد توافرت نتائج الأبحاث النفسية في هذا الميدان على تأكيد زيادة النمو العقلي عند الإناث عنه عند الذكور حتى المراهقة ، ثم يزداد نمو الذكور عن الإناث خلال فترة المراهقة ، ثم تتقارب المستويات العقلية بعد ذلك عند الجنسين خاصة في النواحي العامة التي تدل على الذكاء .

وتزداد الفروق الفردية عند الذكور حيث تزداد نسبة العباقرة ضعاف العقول عند الذكور عنها عند الإناث ، وتفوق الذكور ايضًا في النواحي اليدوية والميكانيكية ، وتفوق الإناث على الذكور في القدرات اللغوية وفي عملية التذكر .

وهكذا .. ندرك أثر الجنس في الفروق العقلية في القدرة العقلية العامة والقدرات الطائفية الأخرى .

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا