تعريف الإدراك وكيف تتم عملية الإدراك

قسم: معلومات عامة تعريف الإدراك وكيف تتم عملية الإدراك » بواسطة محمود الاسوانى - 17 مارس 2022

يمثل الإدراك العملية التى تتشكل فيها الانطباعات الذهنية للفرد عندما يتلقى وينظم ويفسر مؤثرات البيئة ، وأن الإدراك يؤدى إلى التفكير ، والتفكير يؤدى إحداث التصرف .

وحيث أن تكيف الإنسان مع بيئته التى يعيش فيها ويتفاعل معها يتطلب منه أولاً وقبل كل شيء أن يعرف هذه البيئة حتى يتسنى له التكيف معها واستغلالها في إشباع حاجاته وتحقيق أهدافه في الحياة ، وحماية نفسه من أخطارها واشتراكه في أوجه نشاطها لذلك لابد أن ينتبه ويدرك كل ما يحدث في هذه البيئة ، لأن الانتباه والإدراك الحسى يعتبر بمثابة الخطوة الأولى في اتصال الفرد ببيئته وتكيفه معها حيث أن للإدراك ثلة وثيقة بسلوكنا وشخصيتنا وتوافقنا الاجتماعى .

تعريف الإدراك

هو عملية عقلية معرفية يستطيع بها معرفة الأشياء في شكلها الملائم كأن تكون أشجاراً أو مبانى أو أثاثاً أو آلات ويقوم الطفل بتفسير ما يستقبله ويكامل بيئته .

عرف لامبارت ، لامبارت

الإدراك بأنه الطريقة التى يتصرف بها الفرد في مواجهة تصرفات الآخرين أو بالنظر إلى ما حوله من مؤثرات سلوكية مختلفة .

 تعريف آخر للإدراك :

الإدراك هو الطريقة التى يستقبل بها الفرد كا ما يصل إليه من مؤثرات (يرسلها الأفراد والأشياء) التى في بيئته لتفسيرها ثم ترجمتها إلى معانى ومفاهيم تمهيداً لتحويلها في النهاية إلى أنماط سلوكية يستطيع الفرد أن يختار منها النمط الذى يرتضيه كنمط سلوكى خاص به .

كما يعرف البعض الإدراك : على أنه الطريقة التى يتصرف بها الفرد كرد فعل على تصرفات الآخرين .

ويعرف البعض الآخر الإدراك على أنه : عملية استقبال المثيرات الخارجية وتفسيرها براسطة الفرد تمهيداً لترجمتها إلى سلوك .

 

وفى تعريف شامل للإدراك :

الإدارك هو عملية عقلية تتضمن التأثير على الأعضاء الحسية بمؤثرات معينة ويقوم الفرد بإعطاء تفسير وتحديد لهذه المؤثرات في شكل رموز أو معانى بما يسهل عملية تفاعله مع بيئته

ومعنى ذلك أن إعطاء المعنى للإحساسات هو لب عملية الإدراك ولا يمكن أن تتم عملية الإدراك دون تحديد دلالة الشيء المدرك .

أثر الخبرة والتعلم على الإدراك :

إن الخبرة والتعلم لهما تأثير كبير على سرعة ودقة الإدراك مثال ذلك ، إدراكنا للأشياء يتوقف على مدى الخبرة السابقة التى يكتسبها كل منا فمثلاً نحن لا ندرك في الساعات كما يدرك الساعاتى .. وهكذا .

العلاقة بين الإدراك والسلوك :

يختلف سلوك جماعة من الأفراد حيال شخص واحد أو نظام واحد وذلك لاختلاف إدراكهم له ، فالناس يستجيبون للبيئة السيكولوجية كما يدركونها لا كما هى عليه .

وكذلك يتوقف سلوكنا على كيفية إدراكنا صواباً كان أم خطأ ، مثال ذلك : قد يسكت المرؤوس على إهانة وجهت غليه من رئيسه إن كان يعتقد أنه مجنون أما إذا أحس أنه متعالياً مزدرياً اختلف سلوكه نحوه في هذه الأحوال ، مثال آخر : قد يكون المدرس سمحاً ودوداً لكن الطالب إذا ظنه خصماً له سلم نحوه سلوك الفرد إزاء عدوه .

عملية الإدراك

تبدا عملية الإدراك حين يكتشف الإنسان وجود المثير الخارجى من خلال إحدى أو بعض الحواس الخمس ، وينتج عن هذا الاكتشاف شعور الفرد بالمثير ، ويمثل الشعور عملية جزئية من الإدراك ، حيث تبقى عملية أخرى هامة هى تفسير وتصنيف هذه المشاعر بطريقة لها معنى وتتوقف هذه العملية الأخيرة على أنواع المعلومات والمعانى المختزنة في ذاكرة الإنسان والتى يعتمد عليها كاساس لتحليل وتصنيف المشاعر الجديدة ، وتختلف هذه المعلومات والمعانى المختزنة من فرد لآخر تبعاً للعوامل الآتية :

1 – الخبرات الماضية .                        4- الحالة التعليمية .

2- السن .                                     5- الحالة الاجتماعية .

3- الجنس .                                   6- الظروف البيئة .

مراحل عملية الإدراك

تمر عملية الإدراك بثلاث مراحل يمكن إيجازها في الآتى :

1 – المرحلة الأولى : الإحساس

تبدأ عملية الإدراك حيث يصل إلى أدوات الاستقبال الحسية إشارات من مثيرات خارجية مما ينتج عنه الإحساس من خلال إحدى أو بعض الحواس الجسمية أو الشعور بالضوء – الصوت – الرائحة – الملمس – المذاق … وهكذا .

ويلعب النظام الحسى المركزى في الإنسان دوراً رئيسياً في عملية تحويل المعلومات من المثيرات إلى المخ.

وينقسم الإحساس بصفة عامة إلى ثلاثة أقسام هى

  1. إحساسات خارجية المصدر .
  2. إحساسات حشوية .
  3. إحساسات عضلية أو حركية .

2 – المرحلة الثانية : التنظيم الحسى :

ويقصد بذلك انتظام العمليات الحسية في وحدات مستقلة بارزة ، أى في شكل صيغ معينة بفضل عوامل موضوعية من أهمها : عامل التقارب ، عامل التشابه ، عامل الشمول .

3 – المرحلة الثالثة : عملية التأويل

فمللاً يلاحظ أن الطفل الصغير عندما يسمعنا نتحدث عن أى شيء لا يدرك معنى ما سنقول ، كما أنه عندما ينظر إلى جهاز التليفزيون فإنه يرى أشياء مجسمة لكنه لا يدركها .

ومن هنا فإن عليه أن يبدأ في تعلم أسماء الأشياء وخواصها وفوائدها واستعمالاتها ، وعليه أن ينظم معانى الألفاظ التى يسمعها ومعانى الكلمات التى يراها مكتوبة ، وعليه أيضاً أن يتعلم أن الابتسامة علامة على الرضا وأن العبوس علامة على السخط ، وهو يقضى وقتاً طويلاً بين الناس في ملاحظتهم في المواقف المختلفة ، وما يتضمنه هذا السلوك من دلالات ومعانى ، وهذا أساس ما يسمى ” بالإدراك الاجتماعى ” أى إدراك العلامات التى تفصح عن مشاعر الغير أو عواطفهم ومقاصدهم عن طريق ملامح مختصرة .

وبمعنى أكثر تحديداً فإن عملية الإدراك المتكاملة تتم كما يلى :

  • شهور الإنسان بالمثيرات الخارجية واستقبالها من خلال حواسه .
  • يخزن الإنسان في ذاكرته معلومات ومعانى كثيرة كنتيجة لخبرته السابقة وتجاربه وإدراكه لأشياء لم يسبق له استشعارها .

ثم يقارن الإنسان بين ما تم استقباله من مشاعر جديدة بالمعلومات والمعانى المختزنة في ذاكرته ، ومن ثم يستطيع اكتشاف معانى جديدة له يصنعها وينظمها في مكوناتها المناسبة .

فكأن الإحساس هو الأثر النفسى المباشر الذى ينشأ من تعرض حاسة من الحواس لمثير أو منبه خارجى، ولكن هنا تثف العملية عند هذا الحد .. حد استقبال المثيرات والمنبهات الخارجية والإحساس في وجودها بحالة شعورية بسيطة أم أن الفرد يتولى هذه الإحساسات بالتأويل ويفرغ عليها من خبراته السابقة ومن خياله ومن حالاته النفسية والجسمية ما يعطيها معنى معين قد يختلف عن الواقع ؟

والحقيقة أن الإنسان لا يقف موقفاً سلبياً من هذه الإحساسات بل يتناولها بالتعديل والتأويل حسب هبراته وخياله ، وحالته النفسية والجسمية فما يراه فنان في لوحة فنية يختلف عما يراه شخص عادى .

ومن هنا هنا نرى أن الإحساسات يتناولها التأويل ويدخل في التأويل عوامل كثيرة منها خبرة الفرد ومزاجه وذاكرته ، وغير ذلك من العوامل .

خصائص الإدراك

تتسم ظاهرة الإدراك بمجموعة من الخصائص يمكن تلخيصها كما يلى :

1 – الاختيار :

يتم الإدراك بطريقة اختيارية ، فالفرد لا يرى كل شيء يقع في دائرة نظره ، ولكنه يتجاهل في بعض الأحيان بعض الأشياء التى تقع في دائرة إدراكه بسبب عدم أهميتها بالنسبة له أو لعدم رغبته في رؤيتها ولذلك فإن المدركات لا تنتقل إلى مخيلة الفرد بذات خصائصها بل أن بعضاً من تلك الخصائص لا يتم إدراكها فالفرد لا يدرك إلا ما يميل إليه إدراكه ، أى أنه يحدد لنفسه الأشياء التى يريد رؤيتها والطريقة التى يراها بها .

2 – التكامل :

يتم تنظيم المدركات في صورة منسقة في شكل مجموعات إدراكية في شكل مترابط يربط بين المدركات بعضها البعض بشكل منظم .

مثال ذلك : يدرك الأفراد شيارة بشكل كامل ولا أحد يدرك سيارة بدون عجل وحتى ولو لم يكن لها عجلات فإن الأفر الأفراد سيدركونها بشكل كامل .

3 – الخبرات والاتجاهات والميول والمعتقدات :

يختلف الإدراك باختلاف الخبرات والاتجاهات والميول والمعتقدات حيث تؤثر الخبرات والاتجاهات والميول والمعتقدات تاثيراً مباشراً على عملية الإدراك

4 – الثبات :

يختلف إدراك الشخص في موقفين مختلفين بالرغم من ثبات المؤثرات في الموقفين ويرجع ذلك لاختلاف المعلومات أو التغير في حاجات ودوافع الفرد فالإدراك لا يتغير بتغير مواقع المنبه الخاردى أو بحركته ، أى لو تم تغيير موقع السيارة إلى مكان آخر فإن عملية الإدراك لن تتغير .

5 – المرونة :

يتميز الإدراك بالمرونة ، فقد ترى نفس الشيء في عدة صور وأشكال مختلفة بسبب اختلاف الدوافع والحجات والرغبات لديهم .

6 – الإحساس :

إن الإدراك يعكس الإحساس ، ويعطيه صورة ذات معنى حيث لا تقتصر عملية الإدراك على تجميع وتنظيم الإحساس بل يتولى الفرد ترجمة الإحساسات الخاصة بهذه المدركات وإعطائها معنى معيناً فيما يساهم في توجيه السلوك .

معوقات الإدراك :

يوجد مجموعة من المؤثرات التى تؤدى إلى تشويه الإدراك وفشله لدى الفرد وهى ما يلى :

  1. المظاهر المادية : المظهر المادى يؤدى إلى جذب الأفراد وبالتالى زيادة درجة الإقناع لديهم .
  2. التنميط : وهى عملية تصنيف الأفراد أو الأشياء بناء على الخبرات والتجارب والمعرفة السابقة للفرد .
  3. الانطباع الأول الإيجابى : يميل الأفراد إلى التصرف بأسلوب يؤدى إلى تكوين انطباعات إيجابية عن أنفسهم لدى الآخرين وذلك لغاية أهدافهم المادية والمعنوية .
  4. تاثير الهالة : يقصد بالهالة صفة أو ميزة معينة للفرد يقيم من خلالها وأن وجود الهلة يؤدى إلى تفسير خاطئ للإدراك قد يتكون لدينا انطباع سلبى أو إيجابى بعيداً عن الحكم الموضوعى واستعمال الحكم الشخصى فقط .
  5. التسرع في الحكم : يمعنى أن الأفراد لا يميلون إلى نتائج بطريقة منظمة ومخططة .
  6. الدفاع الإدراكى : يقوم الفرد باختيار المعلومات التى تدعم آراءه ويتجاهل المعلومات التى تتنافر مع إدراكه .

مثال ذلك : الطالب الكسول الذى يسعى لعلامة النجاح في مادة ما ويطلب مساعدة الأستاذ ، إنه يتذكر قول الأستاذ إنى سأساعدك ولكنه يتناسى ويتجاهل قول الأستاذ إلى أن عليك أن تقدم جهداً يقنعنى بجدارتك .

  • الإسقاط : يعزو الفرد الجانب السلبى من سلوكه إلى آشخاص آخرين فالإدراك يصبح مشوهاً بالمشاعر والخصائص الشخصية التى يمتلكها الفأفراد .

مثال ذلك : الشخص الذى يرى قريبه قد ارتقى إلى منصب مدير ولا يعزو ذلك إلى كفاءة قريبه بل إلى كراهية مديره وحسده له .

المبادئ الأساسية للإدراك

أوضحت الدراسات السلوكية أن الإدراك يتم وفقاً لمجموعة من المبادئ على النحو التالى :

  • الإدراك عملية اختيارية ، كل إنسان يدرك بطريقته الخاصة (لاختلاف سلوك الناس في نفس الموقف أو في مواجهة نفس المثيرات) لأن الفرد ينظم مدركاته بطريقة يتحكم هو فيها إلى درجة كبيرة .
  • يميل الإنسان إلى تنظيم مدركاته في مجموعات متناسقة بحيث يمكنه الجوع إليها بسهولة واستخدامها في مواقف الاختيار والبحث عن السلوك الإيجابى .
  • إن صفات أو خصائص أى جزء من مدركات الإنسان إنما تحدد خصائص مجموعة المدركات التى ينتمى إليها هذا الجزء ولذلك يتوقف إدراك أى شيء محدد على العلاقات بينه وبين الأشياء الأخرى التى تكون المجموعة الإدراكية التى سينضم إليها هذا الشيء
  • يؤدى الحصول على معلومات جديدة (متغيرة) إلى تغيير المدركات (ومن ثم تغيير مفاهيم الإنسان وسلوكه المحتمل وبذلك تتغير المدركات نتيجة المعلومات الجديدة التى يحصل عليها الفرد والتغير في حاجاته .
  • إن قبول مدركات جديدة يتأثر (ويتوقف على) المدركات الحالية للفرد أى يتحدد التغير في المدركات جزئياً بخصائص المدركات الحالية .
  • يتأثر الإدراك بصفات الفرد الشخصية .

العوامل المؤثرة في الإدراك

ويتوقف نوع الاستجابة (الإدراك) على ما يأتى :

  1. طبيعة المنبه الخارجى أو المثير الخارجى أو خصائص الشيء المدرك .
  2. البيئة المحيطة بالفرد وقت إدراكه للمثير .. هل هى بيئة (مادية أو غير مادية)
  3. حواس الفرد وتركيبه السيكولوجى عموماً .
  4. الرغبات والحاجات التى يشعر بها الفرد ، بمعنى أن الفرد يميل إلى أن يرى ما يود أن يراه والعكس .
  5. الحالة الشعورية واتجاه التفكير وقت استقبال المنبه المثير الخارجى .
  6. المعلومات والتجارب والخبرات السابقة .

ومعنى ذلك أن الاستجابة الإدراكية لموقف معين تختلف باختلاف الأشخاص وباختلاف ظروف كل منهم.

ويمكن تقسيم العوامل المؤثرة في عملية الإدراك إلى ما يأتى :

  • عوامل خارجية .
  • عوامل داخلية .

أولاً : العوامل الخارجية :

  • الأشياء المتقاربة في الزمان والمكان تدرك كوحدة .

مثال : فريق لكرة القدم مصطف في أرض الملعب يدرك ككل وليس كعدة أفراد وأن سلسلة من النغمات الموسيقية تدرك كوحدة ولا تدرك منفردة .

  • كذلك الأشياء المتشابهة في الشكلأو اللون أو السرعة … الخ ، تدرك صيغاً ولا تدرك منفردة .
  • الأشياء الناقصة تدعونا إلى أن ندركها كاملة والسبب في ذلك أن الأشياء الناقصة تسبب توترات لا تزول إلا بإدراك هذه الأشياء كاملة .

 

ثانياً : العوامل الداخلية :

  • الحواس : تلعب الحواس دوراً هاماً في عملية الإدراك إذ تختلف سرعة تأثيرها يما يدور حولها من مؤثرات ، وينتج هذان هذا الأثر الذى يحدث قد يكون ضعيفاً أو قوياً تبعاً للحاسة التى تتعرض للتنبيه الحسى .
  • الثقافة والبيئة : يختلف إدراك الأشخاص باختلاف ثقافتهم وبيئتهم كما يؤثر في عملية الإدراك معتقدات الأفراد واتجاهاتهم تجاه شيء واحد .
  • الحالة النفسية والجسمية : يختلف إدراك الشيء من فرد لآخر تبعاً للحالة النفسية لكل منهما فالقلق يختلف رؤيته عن هادئ البال وكذلك السعيد والحزين … وهكذا .
  • العوامل الدفاعية : تلعب العوامل الدفاعية دوراً كبيراً في الحياة الاجتماعية إذ تؤثر عملية الإدراك وتؤولها تأويلاً يختلف عن الواقع .

الإدراك كنظام فرعى

يتكون الإدراك من نظام سلوكى مفتوح مركب ، ويتكون هو الآخر من عدة نظم فرعية مفتوحة .

ويشمل النظام الإدراكى كنظام مفتوح العناصر التالية :

  • المدخلات الإدراكية .
  • العمليات والأنشطة الإدراكية .
  • المخرجات الإدراكية .

أولاً : المدخلات الإدراكية :

وهى تمثل مختلف الظواهر التى يستقبلها النظام الحسى بمختلف أدوات الحسى تتكون من مجموعة من المثيرات الخارجية أو الذاتية وتأخذ الصور التالية :

أ – مدخلات من مصادر خارجية :

وهى تمثل أى مدخلات إلى النظام الإدراكى مصدرها الأشياء أو الافراد الذين يتفاعل معهم في بيئته وتشمل ما يلى :

  • المدخلات أو المثيرات التنظيمية .
  • المدخلات أو المثيرات الطبيعية .
  • المدخلات أو المثيرات الأساسية .

ب – مدخلات ذاتية :

وهى المدخلات إلى النظام الإدراكى والتى تبع من الفرد نفسه ، وهى تلك الناتجة من نظم سلوكية فرعية أخرى وتشمل : الدافعية – الاتجاهات – التعلم – القرارات – مجموعة المدركات المختزنة في الذاكرة .

ثانياً : العلميات الإدراكية :

وهى تتمثل في العمليات الآتية بصفة أساسية :

1 – الاختيار في الاستقبال :

وتعتمد ظاهرة الاختيار على اتجاهات الفرد ودوافعه وسلوكه السابقة وغير ذلك من العوامل التى تشبع حاجاته وتحقق له التوافق مع بيئته التى يوجد فيها ويرفض المدخلات التى تهدأ من أو تعكس له خبرة أو تجربة مريرة .

2 – تصنيف المعلومات في مجموعات متشابهة :

نظراً لتعدد وكثرة المعلومات تصنف في مجموعات متشابهة لكثرتها وتنوعها ومعالجتها بطريقة تساعد على إشباع احتياجاته وخدمة أهدافه ، مثال ذلك الأخصائى يقوم بتصنيف البيانات تمهيداً لتحليلها مستخدماً أساليب تتفق مع طبيعة كل مجموعة .

3 – تحليل المعلومات :

بعد تصنيف المعلومات الإدراكية يجرى تحليلها أى تجزئة المعلومات إلى عناصرها الأساسية وصولاً إلى ما تعنيه كل منها من ومضات وبالتالى الكشف عن التغيرات والعوامل التى تعكسها تلك المعلومات ، والنظام الإدراكى عند قيامه بهذا التحليل بالمعلومات المختزنة في الذاكرة والمتعلقة بالموضوع الذى يدور حوله التحليل .

4 – الاستنتاج :

وفى النهاية يقوم النظام الإدراكى باستنتاج المعانى والحقائق التى حملتها المدخلات المختلفة إليه وذلك على أساس من سلسلة تتابعية من تكوين المفاهيم التقديرية واستعمال المنطق .

ثالثاً : المخرجات الإدراكية :

وهى تشمل مجموعة النتائج التى يتوصل إليها النظام الإدراكى على أساس من العمليات الإدراكية كما يلى :

1 – المفاهيم :

وهى عبارة عن مجموعة الأفكار التى يتم تنظيمها على أساس عناصرها المشتركة أو العلاقات فيما بينها مثل مفاهيم الحرية والعدالة والمساواة والاستقلال والوطنية وغير ذلك .

2 – المعانى :

وهى التفسيرات التى يصل إليها النظام الإدراكى بالنسبة للمدخلات الواردة وهى بذلك تشير إلى التفاصيل الدقيقة للمعلم التى استطاع النظام السلوكى إدراكها . وكذا اكتشاف أبعادها وانعكاساتها ، كأن يكتشف النظام المعنى الحقيقى لبعض الأخبار الهامة التى تلقاها .

3 – العلاقات :

ويقصد بها أشكال الاتصال والتداخل أو والترابط أو التنافر بين المتغيرات وأخيراً من المهم الإشارة إلى أن مخرجات النظام الإدراكى ليست بالضرورة حقائق موضوعية دائماً حيث قد يصل ذلك النظام غلى بعض الأوهام أى نتائج ليست بالضرورة صحيحة ودقيقة .

أثر الخبرة والتعلم على الإدراك :

إن الخبرة والتعلم لهما تأثير كبير على سرعة ودقة الإدراك .

مثال ذلك : إدراكنا للأشياء يتوقف على مدى الخبرة السابقة التى يكتشبها كل منا ، فمثلاً نحن لا ندرك في الساعة كما يدرك الساعاتى .. وهكذا .

أهمية الإدراك في السلوك الإنسانى

يعتبر الإدراك جوهر وأساس كل نشاط ذهنى للفرد ، وبالتالى فإن للإدراك أثراً واضحاً وكبيراً في سلوك وتصرفات الفرد – ولا تقتصر عملية الإدراك على الخبرة والعوامل الشخصية والنفسية والعمر عند الفرد كعوامل مؤثرة في العملية الإدراكية ، بل يعتبر الإدراك مؤثراً في حياة الفرد وسلوكه منذ بدايات مراحل العمل الأولى .

ففى أثناء المرحلة العمرية الأولى من حياة الفرد يبدأ بالتعرف على المحيط البيئى الذى فيه ويتفاعل مع المدركات الحسية التى تواجهه .

فالمثيرات التى تعد منه في البيئة التى يعيش فيها تؤدى غلى ظهور حاجات ورغبات يسعى إلى إشباعها وفق ما يتوفر له من فرص تساعده في إشباع حاجاته ورغباته .

وتأخذ هذه الحاجات بالنمو والتطور بشكل مواز لنموه الجسمى والنفسى وهنا يبدأ الطفل في التعرف على عمليات الإدراك مثل الطول والقصر والتوافق والتناقص والمقبول وغير المقبول والملائم وغير الملائم وغيرها من الصفات ، وتأخذ قدراته بالنمو والتطور بواسطة التعلم والخبرات التى تولدت لديه خلال مراحل نموه السابقة ، وذلك من خلال عملية التكيف والتنشئة الاجتماعية التى مر بها بمراحلها المختلفة .

مضمون قد يهمك
أضف تعليقا